عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الموازة المقدسة للوطن المقدس

ذكرني مقال العزيز د. فهد الفانك امس عن المال والاقتصاد والجباية والدين, بمشروع الخطة السبعية 63 – 70 الذي كان بأهدافه يمثل فكر شهيدنا وصفي التل. ومقدمة الكتاب الذي تناول الخطة, وتوفقت ذاكرة الفيل فيّ عند الهدف الثالث من الخطة: الذي ينص على انهاء مبدأ المعونات الاجنبية لتمويل الموازنة العامة للدولة.
والقصة المصاحبة كالتالي:
بعد أن فشل الوعد العربي بتمويل ما كانت بريطانيا تدفعه في المعاهدة لتمويل الدفاع الوطني في الموازنة, والبالغ 12 مليون دينار, وشنت كل من مصر وسوريا حملة مفادها ان الاردن تابع للاستعمار.. وذلك بعد استغناء الاردن عن جون باغوث كلوب وضباطه في قيادة الجيش.
وقتها لم تدفع مصر (5 ملايين دينار) وسوريا (مليونان) حصتهما. فقدمت الولايات المتحدة للأردن معونة وصلت أيام وزارة وصفي الاولى الى 21 مليون دولار.. وهي بأسعار العملة, وقتها, ما يعادل السبعة ملايين دينار.
في الخطة السبعية المشار اليها, اخذت حكومة الشهيد على نفسها انتهاء اعتماد الموازنة العامة على المعونات. وسيتم انزال المعونة سنوياً 3 ملايين دولار.. فلا تنته الخطة الا ويكون اعتماد الموازنة على المعونة الاميركية.. صفراً .
لم تكن المعونة الاميركية ديناً. كانت منحة ومع ذلك فقد كان مبدأ الشهيد الاعتماد الكامل على الذات. واذا ارادت الولايات المتحدة تمويل مشروعات انمائية فلها ذلك.. لكن دون شروط 
كان الشهيد يعتبر موازنة الدولة شيئاً مقدساً يجب أن يكون من جيوب الاردنيين. فقد طال اعتمادنا على المال الاجنبي.. وكان رحمه الله يخشى ان يصبح الاعتماد عادة, نقبلها دون الشعور بحرمة: الموازنة المقدّسة للوطن المقدّس.
نحن لا ننكر أن المعونات ساهمت في مشروعات هامة كقناة الغور الشرقية, والطريق الصحراوي وميناء العقبة لكن المعونة في هذه الحالة هي: خيار .
استقالت حكومة وصفي الاولى عام 1963, ومرّت مياه كثيرة منها كارثة حزيران, ومنها أيلول وأحداثه. وانتهت خطة التنمية السباعية الى لا شيء. لكن ملمح «قداسة الموازنة» في فكر وصفي بقي في ذهن الكثيرين. فالدولة لا تجبي, لكن موازنتها هي جيوب مواطنيها. وإلا فمن أين تكون إدامة الكيان الوطني ونهوضه وازدهاره اذا لم تكن الموازنة من جيب المواطن.. لا من جيب الدولة المانحة.
.. ثم لماذا يمنح المانح الاجنبي لبلد آخر غير بلده؟!