مقاييس اسرائيلية لجمال نساءنا!!!!
لو يتكرم احد الفقهاء الضالعين في علم الجمال بابلاغنا عن مقاييس الجمال في اسرائيل، خصوصا حين تتعلق بفتاة عربية، هل هو الطول والخصر والحوض والسّاقان ام شيء آخر تماما لا علاقة له بالجسد، والتقليد الذي اصبح موسميا في اسرائيل حول ما يسمى ملكة جمال العرب يتزامن في كل عام مع قتل فتيات فلسطينيات جمالهن من طراز آخر، سبق لمحمود درويش ان ذكر شيئا منه في قصيدة اقسم فيها ان يخيط من رموش العين منديلا ويهديه لعينيها، فهي فلسطينية الكفيّن والقدمين والمعصم، وفلسطينية الميلاد والموت وباسمها صاح الفتى الذي بلل سريره الندى : بلاد الشام ازرعها قصائد تطلق العقبان ثم : كلي لحمي اذا ما نمت يا ديدان وحين تقبل فتاة فلسطينية ان تحمل لقب ملكة جمال العرب في اسرائيل فإن علينا على الفور ان نمنحها لقبا آخر، هو ملكة القبح والخذلان لأن هناك من هنّ اجمل منها، يقاتلن حتى بالاظافر والضفائر وتكسر نظراتهم المشحونة بما تعتّق من غضب اكعاب البنادق !! وما فعلته مصر مؤخرا حين اسقطت الجنسية المصرية عن فتاة ظفرت بلقب ملكة جمال العرب في اسرائيل، ليس جملة معترضة في كتاب النيل الاخضر، لأنه ما من شعب يمكن اختزاله في معاهدة او اتفاقية، ويبدو ان نجلاء سليمان التي نالت اللقب تدرك ان في مصر ملايين الفتيات الاجمل منها والأذكى ايضا لهذا لم تجازف بأية مسابقة معهن في القاهرة، وقررت ان تتخلى عن ذاكرتها ودم اخيها الذي استشهد في مدرسة بحر البقر بعد ان صبغ دمه الدفتر والطباشير، كما قررت تجاهل صورة والد زميلتها المعلقة على الجداربعد ان عبر القناة ورفع العلم . الأجمل بمقاييس اسرائيلية هو الأقبح بمقاييس اهله ووطنه، ومن يستغربون اسقاط الجنسية عن هذه الفتاة هم فئتان، واحدة تعرف مصر سياحيا فقط، والأخرى لا ترى من الجبل الغاطس في النيل غير رأسه . وقد تكون ملكة جمال العرب في اسرائيل مقدمة لمسابقة عن افضل كاتب عربي بمقاييس اسرائيلية، وأفضل فنان يغني في ذكرى مأتمنا القومي الذي هو الوجه الاخر لذكرى تأسيس الدولة العبرية على انقاضنا . ورحم الله سيد مكاوي الذي ابصر رغم العمى وطنا يولد كالعنقاء من رماده فقال : الارض بتتكلم عربي !!!!