عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

هل هذا ما يريده بشار الاسد؟!

لا أسوأ من ربِّ بيت يفتح أبواب بيته لكل طامع وكل مختلس ونصاب وسارق وهذا ينطبق على الدول فالمسؤول الذي يستعين على شعبه بدولة أو بدول عدة فإنه سيدفع الثمن غالياً بالنتيجة وأنه سيدمر بلده وسيشرد شعبه وأكبر مثل على هذا هو هذه النهاية التي انتهت إليها سوريا, الدولة العربية المستقلة ذات التاريخ العظيم, حيث تناهشها وتناهش شعبها الطامعون الذين جاءوها ليحلوا مشاكلهم وليس ليحلوا مشاكلها ولا مشاكل شعبها . 
 «من يَهن يسهل الهوان عليه» فمنذ البدايات عندما استعان هذا النظام على شعبه وعلى أطفال شعبه بالشراذم المذهبية والطائفية, التي استوردها الإيرانيون له من العديد من الدول البعيدة والقريبة, كان واضحٌ أن هذا الذي يجري في سوريا سوف يجري وأنَّ هذا البلد العربي الذي سيبقى عربياً رغم كل شيء سيتحول إلى ساحة ليس صراعاً واحداً وإنما العديد من الصراعات الإقليمية والدولية وأن هذه الحرب الباردة التي يبدو أنها قد عادت مرة أخرى ستكون على حسابه وعلى حساب شعبه . 
 إنَّ ما جرى منذ يوم الثلاثاء الماضي, بعدما أسقط الأتراك قاصفة الـ «سوخوي 24» الروسية وما تبع هذا التحول من مماحكات وتهديدات وملاسنات وحرب كلامية, يدل على أن الروس قد جاءوا إلى سوريا بهذا الغزو العسكري المتصاعد لتسديد حسابات لهم مع حلف شمالي الأطلسي وليؤكدوا أنَّ روسيا القيصرية والسوفياتية أيضاً قد تمكنت من التقاط أنفاسها بعد كارثة التدخل في أفغانستان وبعدما ظن الغرب الأوروبي والأميركي أنه لن تقوم لها قائمة . 
 وهكذا فإن المفترض أن نظام بشار الأسد, ومعه إيران وبعض «الأعوان» الذين يرقصون في العِتمة عن بُعدْ, يدرك أنه ستأتي اللحظة التي سيتخلَّى فيها الروس عنه وعن نظامه بمجرد أن يضمنوا اعترافاً «أطلسيَّاً», أوروبياً وأميركياً, بقواعدهم في اللاذقية وبوجودهم في البحر الأبيض المتوسط, في المياه الدافئة, وأيضاً بمجرد تفاهمهم مع الأميركيين و»الأطلسيين» بصورة عامة على ما هو مختلف عليه في أوكرانيا وفي القرم وعلى الصواريخ «الأطلسية» التي تم تركيزها في بعض دول أوروبا الشرقية . 
 إنَّ كل هذه المناوشات المحتدمة بين روسيا وتركيا هي عبارة عن تبادل عض أصابع بين معسكرين دوليين.. معسكر قديم هو المعسكر الغربي المتمثل في حلف شمالي الأطلسي ومعسكر كسيح ناشئٌ يتشكل من روسيا وإيران يسعى لإعادة أمجاد حلف وارسو الشهير الذي انهار بانهيار الاتحاد السوفياتي وانهيار الأنظمة الشيوعية في كل أوروبا الشرقية والمشكلة هنا أن الشعب السوري هو الذي يدفع الثمن وأنَّ هذا النظام البائس قد استدرج هذا الصراع الدولي استدراجاً ظنّاً منه أنْ لا طريقة لإطالة عمره إلَّا هذه الطريقة . 
 لم يأت الروس بصواريخ «الأسْ 400» ولا بالطرادات التي هناك اعتقاد أنها نووية ولا بكل هذه الأساطيل والجيوش لا لمحاربة «داعش» ولا للاحتفاظ بهذا النظام الذي يعرف فلاديمير بوتين حتى أكثر من باراك أوباما وحتى أكثر من رجب طيب أردوغان أنه ساقط وزائل لا محالة وأنَّ المسألة مسألة وقت فقط وأنه سيباع وقريباً في أسواق النحاسة بمجرد أنْ يحقق الروس ولو بعض ما يريدونه « لقد جاء الروس من أجل استعادة ولو بعض الأمجاد القيصرية القديمة وبعض مكانة الاتحاد السوفياتي الذي ذهب ولن يعد !! 
 والسؤال الذي كان يجب أن يسأله هذا النظام لنفسه ومنذ البدايات.. منذ مارس (آذار) عام 2011 هو: أليْس الأفضل يا ترى أنْ يكون التنازل للشعب السوري ما دام أنه كان من الواضح أنه لا بد من التنازل في النهاية ليكون هناك الحل الذي ينشده الروس والأميركيون وكل الذين يتقاتلون ويتصارعون على الأرض السورية ؟!