رواية العبور الكبير !!
لعل من أغرب الأمور أن يكتب الاقتصادي الدكتور عبد الله المالكي رواية طويلة (518 صفحة). وأن يحاول اقتصادي آخر أن يقدم نقداً أدبياً للرواية!.
(العبور الكبير) رواية تمثل عبور قروي فلسطيني بسيط هو ناجي من قريته الصغيرة إلى عالم جديد في عمان ثم بيروت، وعبور قرية كبيرة هي عمان إلى مدينة كبرى.
يبدو كأن الرواية تمثل مذكرات شخصية للمؤلف لولا أن معرفتنا به وبسيرة حياته ومناصبه ليست مطابقة لمسيرة بطل الرواية ناجي إلا في جوانب محدودة، وإن كانت تعطيه الكثير من الخبرات والتجارب التي عاشها المؤلف ودسها في مسيرة بطل الرواية.
إذا كان المالكي كتب عن نفسه، فإنه بأقل قدر من التواضع وصف بطله بأنه شاب رزين صادق جاد مثقف أديب ودود ومتواضع.
عندما كان المالكي معلقاً اقتصادياً، كان يحاول التعبير عن أفكاره بأقل عدد من الكلمات، ولكنه كروائي عبـّر عن أفكاره وخبراته ومغامراته بأكبر عدد من الكلمات والصفحات.
لا تكمن أهمية هذه الرواية في حبكتها القصصية فقط، بل في محاولة تسجيل تاريخ فلسطين والأردن ولبنان من خلال الرواية، كما فعل نجيب محفوظ في ثلاثيته المشهورة التي عرضت في ثنايا القصة، وبشكل غير مباشر، نضال الشعب المصري من أجل الاستقلال، وسلوك الاستعمار البريطاني في قمع الثورة.
رواية المالكي تغطي هزيمة 1967 وذيولها، وموجة اللجوء أو النزوح من الضفة الغربية، وحركة الفدائيين الفلسطينيين التي بدأت في 1967 أعمالاً بطولية وانتهت في 1970 بالانحراف عن جادة الصواب، ويقف طويلاً عند الحرب الأهلية في لبنان.
عندما يتعلق الامر بالاحتلال الإسرائيلي أو الحرب الأهلية في لبنان يلجأ المؤلف إلى الأسلوب الخطابي، وإبداء الرأي، وبإصدار الاحكام القاطعة بدل أن يترك للقارئ أن يكـّون هذه الانطباعات نتيجة لتسلسل العمل الروائي نفسه.
بطل الرواية يكن احتراماً للمناضلين ولكنه ليس مناضلاً بل إنسانا عاديا، محدود الدخل، يعمل ليعيش، ويقع في الحب، يتورط مع ثلاث نساء في نفس الوقت، وقد عالج الأمور بمعادلة طريفة: سلوى زوجة، ودعد حبيبة، وأماسي صديقة!.
بطل الرواية متدين، لا يشرب الخمر، أخلاقه عالية، ومشاعره نبيلة، ولكنه يرتكب الخيانة الزوجية دون أن يرف له جفن!
العبور الكبير تصلح كمسلسل تلفزيوني، وتستحق أن يتصدى لها النقاد الأدباء بالتقييم الفني.
يطلب الكتاب من أرامكس وثمنه سبعة دنانير.