الى اهل التخطيط!!
نتمنى ونحن نقوم باحصاء عملاق لكل قوانا البشرية, أن يجيب اقتصاديو التخطيط, والعاملون في الاحصاء على السؤال التالي:
ماذا تكون السيدة في (عين جنة) التي تربي ستة اطفال, وتعتني ببيتها, وتساعد زوجها واولادها في «جد الزيتون», وتحلب العنز, وتصنع اللبنة والجبنة: هل هي عاطلة عن العمل ضمن الـ 25% من العاطلات عن العمل؟
واذا لم تقم هذه السيدة بواجب رعاية اطفالها وبيتها وجزءاً من انتاج العائلة الزراعي, فكم نحن بحاجة الى سيرلانكية وفلبينية للعناية ببيت واطفال المعلمة التي «تعمل» في مدرسة ابتدائية؟ وما هو الربح العائلي من عملها, والمكافأة من وضع رقمها الوطني على قائمة العاملات؟!
لا نملك احصائية, ولكننا نستطيع ان نقول أن نصف سيداتنا المسجلات في قائمة العاطلين عن العمل.. هن اهم العاملات من بنات الوطن فإعداد ستة من اطفالها ليكونوا اطفالاً اصحاء واذكياء وقادرين على خدمة وطن المستقبل هو أهم انتاج في الجهد القومي. ولقد تعرفت اثناء زيارة للسويد ان السيدة التي تعتني بطفلين واكثر تأخذ راتباً من خزينة الدولة.. معفياً من الضرائب. وقد سمعت وقتها انهن تظاهرن لأن الحكومة الاشتراكية التي عادت الى الحكم قررت اخذ ضريبة من رواتب سيدات البيوت.
علينا اعادة النظر في فهم المعنى الاجتماعي للعامل او العاطل عن العمل. وعلينا اذا لاحظنا ان مجتمع القرية الزراعي هو المجتمع الفقير في بلدنا, وأنه طارد لابنائه الذين يهاجرون الى المدن.. علينا ان نعيد النظر في سياسة «التوظيف». فلماذا لا تخصص الدولة للعاملة الأم راتباً شهرياً يدعم مجتمع القرية, والزراعة, ويوقف تضخم المدن على حساب التوازن في الدولة الحديثة؟!
كان خالد محادين يروي لنا قصصاً عن ظرف والده الذي كان دركياً على فرسه حين يعيّر امه بقوله: انت علاوتك دينارين, وعلاوة «الراحلة» الفرس ستة دنانير.. هذا رأي الدولة فماذا تقولين؟؟
يا خريجو الجامعات الاوروبية والاميركية: نرجوكم ان تتعاملوا مع الاردن – المجتمع, والاقتصاد, والشغل والبطالة والفقر والكفاية على أنه الاردن الذي نعيش على ارضه: فنحن لسنا النمسا ولسنا كاليفورنيا.