نبع الارهاب
ضجة كبيرة أثارتها إسرائل ضد السويد بسبب تصريح خجول لوزيرة خارجية السويد مارغوت وولستروم، ربطت فيه بين العمليات في باريس والصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني. رد فعل إسرائيل اتسم بالعصبية والجنون، رغم أن عملية الربط واهية وجاءت عرضا، لكنها مست عصبا في الجسد الصهيوني الذي يعرف «حكماؤه» قبل غيرهم أن احتلالهم للأرض الفلسطينية هو أساس البلاء ليس في المنطقة العربية بل في العالم كله! يقول الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية عمنوئيل نحشون ان من ينشغل في محاولة فاشلة لخلق علاقة بين عمليات الإسلام المتطرف وبين المصاعب بين إسرائيل والفلسطينيين يضلل نفسه وشعبه والرأي العام الدولي بل يعتبر تصريحات وزيرة الخارجية السويدية مروعة في صفاقتها، كونها «تنحاز بشكل منهجي وأحادي الجانب ضد إسرائيل وتظهر العداء المطلق عندما تشير إلى علاقة ما بين عمليات باريس والمصاعب بين إسرائيل والفلسطينيين» لاحظوا معي كيف يقزم هذا الناطق الصفيق ما يزيد على مائة عام من الجرائم الصهيونية ضد فلسطين وشعبها بأنه مجرد «مصاعب»! ماذا فعلت وولستروم حتى استحقت أن توصف بالصفاقة والتضليل؟ وولستروم تطرقت خلال لقاء مع التلفزيون السويدي إلى ما أسمته «التطرف» في صفوف الشبان المسلمين، وأعطت مثلا على ذلك الوضع في الشرق الأوسط حيث يشعر هناك الكثير من الفلسطينيين باليأس، ويعتقدون انه ليس لديهم مستقبل ولذلك فإنهم يمارسون العنف. وقالت إنها تشعر بالطبع بالقلق إزاء التطرف بين الشبان السويديين الذين ينضمون إلى الدولة الإسلامية (داعش) وان القلق يجب ان يسود العالم كله لأن هناك الكثير من الشبان المتطرفين. وقالت إن هذا يعيدنا إلى الوضع في الشرق الأوسط حيث يرى الفلسطينيون أنه لا يوجد مستقبل لهم وعليهم ان يقرروا بين تقبل الوضع المثير لليأس او اللجوء إلى العنف، هذا كل ما قالته الوزيرة السويدية، الأمر الذي دفع السفارة السويدية في إسرائيل للرد على هذه |الجريمة» الكبرى، حيث على حسابها في تويتر إن الوزيرة لم تدّع ان هناك صلة بين العمليات في باريس والصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني! وفي وقت لاحق قال الناطق بلسان الخارجية السويدية إن وولستروم «لم تتطرق خلال اللقاء المذكور او تنطق بأي تصريح يلمح إلى وجود علاقة بين الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني والأحداث المأساوية في باريس»! إذن.. محظور على أي مخلوق الربط بين ما يجري في هذا العالم من جنون وعنف وإرهاب، وبين ما ترتكبه إسرائيل من جرائم مريعة بحق فلسطين وأهلها، تمثل إلهاما غير محدود لتغذية العنف والرغبة في الانتقام، ممن ينتهكون القيم الإنسانية بناء على فلسفة دينية عميقة، تستند إلى نصوص التوراة وتغذي الحاخامات، خاصة بعد أن تسلل هؤلاء إلى كل مرافق الحياة في الكيان الصهيوني، وخاصة إلى جيش الاحتلال، حيث دأبوا على شحن هؤلاء بـ «أدبيات» الحرب التي يخوضونها ضد فلسطين وأهلها، استنادا على ما ورد في توراتهم، وتاريخهم، ونصوص التوراة «الداعشية» هنا أكثر من تحشر في مقال كهذا، بل يكفي أن نقرأ ما ورد في سفر التثنية كي نرى مدى تغلغل التوحش في عقيدة القتال الإسرائيلية، التي يعلمها الحاخامات لجنود إسرائيل، (واذا اقتربتم من مدينة لتحاربوها فاعرضوا عليها السلم أولا، فإذا استسلمت وفتحت لكم أبوابها، فجميع سكانها يكونون لكم تحت الجزية ويخدمونكم. وإن لم تسالمكم، بل حاربتكم فحاصرتموها فأسلمها الرب إلهكم الى أيديكم، فاضربوا كل ذكر فيها بحد السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم وجميع ما في المدينة من غنيمة، فاغنموها لأنفسكم وتمتعوا بغنيمة أعدائكم التي أعطاكم الرب الهكم. هكذا تفعلون بجميع المدن البعيدة منكم جدا، التي لا تخص هؤلاء الأمم هنا. وأما هؤلاء الأمم التي يعطيها لكم الرب الهكم ملكا(أي أهل فلسطين!) فلا تبقوا أحدا منها حيا بل تحللون إبادتهم..) التثنية: 20/10 – 17. ويسألون من اين يولد العنف، ومن أي حاضنة ينمو “الارهاب”