نتنياهو الكذاب!
الساسة عادة ما يكذبون، لكن نتنياهو لا يكذب بل يتنفس كذبا، هذا لا يهمني كثيرا، فهو زعيم عصابة مجرم بكل المقاييس، ويشكل بالنسبة لي رمزا من رموز الإرهاب الدولي، وبالتالي، فإن شخصا بهذه المواصفات المنحطة، لا يلفت نظرك كذبه، الذي يتضاءل كثيرا أمام ما يرتكب من جرائم، ليس بحق الشعب الفلسطيني فقط، بل بحق اليهود أيضا، لأنه يقودهم إلى صناعة محرقة جديدة لهم، بسبب سياسته الخرقاء وإصراره على تأبيد الاحتلال، وقد سنحت له فرص عدة لتخدير الحلم الوطني الفلسطيني بالتحرر، (المبادرة العربية مثلا!) إلا أنه أبى أن يستثمرها، وفضل طريق إشعال الحرائق، وصناعة جيل فلسطيني ثائر، يحلم بالخلاص من الإذلال الصهيوني بكل السبل الممكنة! ليكذب إذا هذا النتن كما يشاء، على من انتخبه، أما أن يكذب علينا عربا ومسلمين، ومن ثم نصدقه، فهذا هو المرفوض، البعض من رسميينا يصدقه، و»أهله» لا يصدقونه، ويكشفون كذبه بين حين وآخر، من كذباته الكبرى مثلا، أن حكومته لا تسعى إلى تغيير الوضع في الأقصى الشريف، كذبة بحكم جبل، يرددها معه جيل من الكتاب والصحفيين والساسة الصهاينة، ويبطلها أحدهم بالدليل القاطع، عبر نشره لجزء من تقرير سري، «غير رسمي» يصف حالة الأقصى بمنتهى الوضوح، يقول شاؤول اريئيلي في «هآرتس– يوم -20/10/2015» في مقال بعنوان «يجب تقسيم القدس» أن أعضاء حكومة نتنياهو لم يكتفوا بالبناء في الأحياء اليهودية، بل عملوا على تغيير الوضع في الحرم. في تقرير غير رسمي تم نشره في السنة الماضية جاء أن «المواجهات تتم على خلفية التغييرات التدريجية المهمة في ترتيبات دخول المسلمين الى الحرم: زيادة عدد اليهود… عدد كبير منهم هم نشطاء دائمين يذهبون الى الحرم عدة مرات مع مجموعات مختلفة… وإضافة الى زيادة عددهم تواجد اعضاء كنيست ووزراء اسرائيليين (عضو الكنيست موشيه فيغلين ووزير البناء اوري اريئيل) تضاف اليه لقاءات صحفية داخل الحرم و/ أو يشجعون على صلاة اليهود قرب قبة الصخرة والمسجد الاقصى – هذه الأمور كانت محظورة في الماضي لكنها الآن تتم برعاية الشرطة الاسرائيلية. وقد كتب ايضا في هذا التقرير أن الأوامر الجديدة «التي تقول إنه عندما يتواجد اليهود داخل الحرم فانه يُمنع دخول المسلمين الذين تقل أعمارهم عن خمسين سنة، سواء كانوا رجال أو نساء». ويعتبر هذا –وفق كاتب المقال- توزيع فعلي لأوقات الدخول الى الحرم بين المسلمين واليهود حيث يُمنع تماما دخول المسلمين الى الحرم في أيام الأسبوع العادية، من الأحد الى الخميس، في الصباح. هذا ما يقول قائلهم، وعبر ما يكتبون من تقارير، ليست للنشر، لكنها تخرج إلى العلن، أحيانا دون تخطيط، ومثل هذا التقرير نضعه بين أيدي المسؤولين في الأردن (وهو صاحب ولاية على الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس!) ، الذين يديرون حوارا هذه الأيام حول مسألة السيادة على الحرم القدسي الشريف، ويقسم لهم نتنياهو صباح مساء أنه لم يغير شيئا في الحرم، وهو كاذب كبير، ومجرم كبير أيضا بالطبع، ومن العار أن يكون «شريكا» في أي عمل مشترك، ونحن في عمان لم نزل نذكر كيف كان يستثمر كل زيارة للأردن، للقيام بعمل عدواني ما ضد أهلنا في فلسطين. أحد صحافيي الصهاينة كتب قبل أيام، أن انتفاضة الأقصى أظهرت أسوأ صفتين في نتنياهو: الجبن والكذب