0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الحكي مش مثل الشوف

اقترح على وزيرة النقل والمدير العام لهيئة تنظيم النقل اجراء اختبار ميداني دون الاعلان عن صفتهما الوظيفية، واستقلال احدى حافلات مخصصة لنقل الركاب ( باص كوستر) من الزرقاء الى عمان، او من عمان الى السلط، او اي خط من الخطوط العاملة، عندها سيعرفون تمام المعرفة مدى المعاناة والمشقة التي يتكبدها المواطنون وكل من يستخدم وسائط نقل الركاب العام، وربما يعرفون مدى التقصير الذي فيه وزارة النقل والهيئة وكبار المسؤولين والمعنيين بالقطاع. امس ..رحلة بحافلات نقل الركاب من منطقة الحرة / الزرقاء الى عمان استغرقت ساعتين كاملتين، الاجرة بلغت 90 قرشا، حافلات متهالكة، ولاتتحرك الحافلة الا بعد ان تمتلئ بالركاب، زوامير حدث ولاحرج، تدخين ومسجلات واغاني، واصوات وانواع من الشتائم، هواء يعصف بالركاب، وسباقات بين سائقي الحافلات لكسب الوقت والمنافسة على الركاب، اما قيادة معظم الحافلات تثير الخوف والاشنئزاز في نفس الوقت، وتجاوز على قوانين المرور بشكل مرير، انزال الراكب كيفما اتفق.. امام اشارة المرور، او امام مدخل نفق، السائق يحرك الحافلة والراكب لم يصعد بعد بشكل آمن، والاسوأ من كل ذلك يقوم السائق ببيع الركاب قبل بلوغ نهاية الخط الى حافلة ثانية ويدفع له جانب من الاجرة، اما الركاب لاحول لهم ولاقوة. خلال الفترة الماضية كنت اتساءل متعجبا.. كيف تحدث حوادث مرورية ويقع قتلى وجرحى لحافلات للنقل العام؟، وبالامس حمدت الله عز وجل انني وصلت والركاب في نهاية الرحلتين بدون حوادث مؤلمة، غالبية سائقي الحافلات من شباب معظمهم يفتقرون للنظافة، يفرغون طاقتهم بقيادة غير اصولية، وسرعة وتجاوز على القوانين الناظمة للمرور، الانتقال من مسرب مروري الى اخر بسرعة، وفتح الطريق بزوامير ترعب المركبات الصغيرة، ولايأبهون لسائقي السيارات الاخرى من كبار السن او متدرب على القيادة، وكلمات ( تزين) حافلاتهم تفتقر الذوق، لقد احسست بأنني لست في دولة تسعى للحداثة والتقدم، واستذكرن قبل 3 – 4 عقود كيف كان نقل الركاب العام …وكيف اصبح اليوم برغم تطور شتى مناحي حياتنا. لقد ايقنت ان ما نعلنه وزارة النقل وهيئة النقل في واد والواقع المعاش في واد اخر، وان الخطط والبرامج التي يتم الحديث عنها مجرد ذر للرماد في العيون، ان التحرك الحقيقي لتطوير قطاع نقل الركاب العام يتطلب حل مشكلة واحدة ثم الانتقال الى الثانية وهكذا، وان المعالجة الحقيقية يجب ان تبدأ بالغاء حافلات الكوستر خلال فترة اقصاها سنة واستبدالها بحافلات كبيرة ضمن خطوط منظمة بترددات محكمة، ومسيطر على سرعتها ومساربها الطبيعية (يمين الشارع)، بعد ذلك الانتقال لسيارات السرفيس والتاكسي الاصفر الذي لايقل ترديا من الكوسترات…نقل الركاب عنوان رئيسي من عناوين الدولة العصرية.