أشفق على لجنة تسعير المشتقات
فعلا أنا أشفق على لجنة تسعير المشتقات النفطية التي ربما تترأسها وزيرة الصناعة والتجارة كيف ستتعامل مع عملية التسعير في نهاية الشهر الحالي، في ظل الانهيار الكبير في أسعار النفط بشكل لم يعد معه مقبولا ممارسة عملية التخفيض الروتينية التي تمارسها اللجنة في نهاية كل شهر. لا خيار أمام اللجنة، سوى ممارسة تخفيض ملحوظ ونسبي على التسعيرة الشهرية، في ضوء الانخفاض الحاد الذي تشهده الاسواق في اسعار برميل النفط الخام على الصعيد الدولي، ولا تسطيع اللجنة أن تصدر قرارها بتخفيضات بسيطة كالمعتاد، والاستمرار بالمتاجرة في المواطن والربح على حسابه والادعاء أن التسعيرة شفافة وواضحة . المواطن الذي تعامل مع أسعار المحروقات، عندما كان سعر برميل النفط يزيد عن 100دولار، لا يقبل ولا يمكن أن يشعر أن الاسعار التي تقدمها اللجنة عندما يكون السعر قرابة الـ 40دولارا للبرميل الواحد، والاستمرار بالقول: إن اللجنة تتعامل بمنتهى الحيادية السعرية في منظومتها الشهرية . مطلوب هذه المرة تخفيض حقيقي وملحوظ يؤثر بحالة السوق وينعكس ايجابا على المواطن الذي تحمل كل الحالات التي ارتفع فيها سعر المحروقات ولم يئن ولم يصرخ تحت وجع الالم حرصا على بلده ومارس منتهى الحكمة والعقلانية في ضوء المشهد العربي الذي يراه في كل الاقطار العربية التي تعاني من ظلال ربيع الدم العربي . المواطن كان أكثر حكمة وعقلانية من الحكومات التي تعاقبت على السلطة طوال سنوات الدم العربي، لذا مطلوب تفهم ظروفه والحد من الضغط على أعصابه بفعل أسعار المحروقات التي طالت كل شيء في حياة المواطن من الخضار والفواكه حتى اللحمة والدجاج والمواصلات وواقع التعليم وغيرها من متطلبات الحياة اليومية . مطلوب من اللجنة أن تتقي الله في غلابى المواطنين الذين أثقلتهم الحياة بكل طقوسها وشروطها اليومية التي لم تعد تحتمل .صحيح أنني أشفق على اللجنة لكن المطلوب منها أن تشفق على الناس أولا وأخيرا