ع الإشارة في الفحيص
باتجاه عمان- حتى تلاقيك اشارة ضوئية، عجيبة غريبة ، تتوقف عندها فيالق الخارجين من المدينة بشكل اجباري -24 ساعة في اليوم فقط لا غير – وهي اجبارية لأن هنالك مصائد للمتجاوزين(تقشّطهم) ما يملكون من مال قبل الوصول الى أماكن العمل. الإشارة الضوئية موضوعة على باب مدرسة من (الهاي هاي )، وهي الإشارة الوحيدة – التي اعرفها على الأقل- الموضوعة – عن سابق اصرار ولاحق تصميم- على بوابة مدرسة، ولا اعتراض . لا اعتراض، لو ان هذه الإشارة يتم تعطيلها بعد انتهاء اليوم الدراسي، وفي ايام العطل الرسمية، والشتوات والعواصف الثلجية، والإجازات السنوية للمدرسة التي تزيد عن ثلاثة اشهر في العام. اقول لا اعتراض، على اعتبار ان وجودها تحصيل حاصل، مع ان الأفضل والأنسب والأكثر عدلا، ان توضع اشارات تنبيه فقط، وليس ان تغلق مدينة كل بضع دقائق في وجه الخارجين، من اجل ان تمر سيارة كل ساعة، او ان تمر بضع سيارات في بداية الدوام واخرى في نهايته. الإشارة أكبر من كونها مجرد أداة للتعطيل أو لتحصيل النقود، بل هي ترميز فعلي لكل ما يجري في البلد. وهو، أن تتوقف تماما، وتتخلى عن كافة حقوقك الدستورية، حتى يمر الكبار بكل راحة، وقتما شاؤوا. هي اشارة (طبقية ) بكل ما تعني الكلمة، تلغي تماما عبارة(الأردنيون متساوون في الحقوق والواجبات…) الواردة في الدستور الأردني، وتبديلها بعبارة- انتظر دورك في العمل والسكن والكرامة والتعليم الى ان يشبع الكبار- . كان من الممكن ان ننتظر، لكن المشكلة أن الكبار لا يشبعون، وأن الإشارة تشتغل طوال العام، وعليك ان تنتظر طوال العام لعل كبيرا ما ينتوي المرور في تلك اللحظة. ماذا ينبغي ان نفعل : – هل نتورشعهم بالدعاوى، كلما توقفنا اجباريا عند الإشارة؟؟ – هل نقدم استرحاما للجهات المسؤولة لإلغاء الاشارة او استبدالها بإشارة تنبيه؟ – هل نقوم بعملية عصيان مدني، ونخترق الإشارة بشكل جماعي كل يوم؟ لا احد منا قادر على تعليم اهل الفحيص (صبيان الحصان) أبجدية المراجل، فهم من اخترعها في الأصل، وهم الأقدر على مواجهة كل ما يعترضهم ويتحداهم… ومن لم يصدق فليتذكر تفاصيل ما جرى تحت شجرة المهدواي..!!