عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

العيد في الكرك وأحاديث الانتظار

  الحديث في العيد هذه المرة لم يكن في شؤون محلية سياسية، فقط السؤال المتكرر كان عن انشغال الاردن في مراقبة الوضع والمنطقة بفعل التسوية القادمة على الوضع في سوريا، وبقية الكلام كان عاديا وغير مشروط بكلام السياسة والإصلاح وغير ذلك، ربما كان يحدث سابقا أن يبدأ العيد بالسياسية وينتهي بها، لكنه هذه المرة كان بلا نكهة سياسية، أما عمان فكانت تعيش طقس التحول إلى مدينة لا تنام خلال شهر رمضان وهي كذلك حتى ثالث أيام العيد، وكانت اربد تشاطرها الطقس، وهذه الأخيرة تبدو في حالة تحول كبير على صعيد الهوية الاجتماعية والنمو الحضري. ليس الأمر اكتشافا ألا يعود هناك ذكر لوزير التعليم العالي وانتهاء جدل تعيين رؤساء الجامعات، في عطلة العيد، هذا أمر افسدته النخبة الاكاديمية وهو جزء من فساد منظومة التعليم العالي وتخبط الوزارة التي لا تعدم من يقدم المرافعات عنها وعن خياراتها ولجانها المتعددة ولو كانت على خطأ. في المقابل فإن ما يجري من حديث في الأوساط الاجتماعية العادية في الكرك كان مختلفا هذا العيد. هناك بعيدا عن السياسة اقتصر الكلام في العيد في إطاره التقليدي العادي جداً، فانتقل الناس من مناقشة السياسة والاتفاق الإيراني الغربي والتطبيع الكوبي-الأميركي وعاصفة الحزم ومعركة عدن وهو ما كان متوقعا أن يكون موضوعا للحديث، إلى مربع زيارات المرضى وعيد الموتى الأول وتدبير ولائم ضيوف العيد. لاجديد في الكرك، غير التضخم والعجز عن إيجاد حلول الخدمات اليومية، وغياب مناطق الترفيه للأطفال، وهذه حال كل مدن الجنوب، التي تعدم الحدائق والملاهي، ولا يوجد فيها مطعم متكامل الخدمات على غرار عمان او أربد او الزرقاء. ذلك كله مرتبط بالكثافة السكانية وهو معلوم، لكن ما ذنب الأطفال؟ ليست الكرك بعيده عن غيرها في تقلص الحديث في الشأن السياسي، فغالبية الناس لديهم شعور عام بان المضمون السياسي ينجز في عملية سياسية ديمقراطية عنوانها المحاسبة والمساءلة وهذا غائب في الوضع الراهن وجميع الهبات النيابية ضد الحكومة تنتهي “بصلحة” يقودها رئيس الحكومة لإنقاذ ماء وجه الوزراء. السؤال الوحيد في دواوين العائدين إلى عمان من أريافهم، هو متى تتغير الحكومة أم هي باقية؟ وهل يمدد لمجلس النواب أم لا، بطبيعة الحال هذه هي ازمتنا، اعتقاد الناس بأن الأشياء ليس لها توقيت سياسي أو عمر دستوري محكم، وانه يمكن التجاوز على المدد والأزمنة والتوقيت وما دام الإقليم ملتهبا فهذا ما يغري الدولة بـتأجيل كل جديد !