عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الاستعداد للجيل الثاني من الربيع الأردني

في عقلية النقد الأردني الراسخة أن الدولة والحكومة  هما موضع الانتقاد وساحته, وأي انتقاد للطرف الآخر أو ما اطلقت عليه العقلية الاردنية لفظة (المعارضة) , فهو خروج عن المألوف العقلي وانكباب على الوجوه في نار الحكومة والتهم جاهزة لما بعدها , وهذه العقلية رعتها المعارضة وباركتها الحكومة والنظام من بعدها , لأنها وصفة مجرّبة لتخريب المعارضة وإسكانها في برجها العاجي بعيدة عن الناس لبعدها عن النقد وعن الناس تاليا وحتى الدراما اسهمت في تكريس صورة المعارض بوصفه حالة متكلسة وجامدة لا تعرف المرونة السياسية . تكريس الحالة تعاظم بفضل جلوس الاحزاب العقائدية على سدّة المعارضة “ الإخوان والشيوعيون والقوميون “ وكلهم مربوطون بجذر نظري واحد قائم على المنهج السَلَفي الفكري , وكلهم مربوطون بجذر نظري ماضوي , ينهلون منه ما يفيد لحظتهم وما يفيد واقعهم ويخدم مواقعهم , وبراحة ضمير فإن قيادات تلك الأحزاب هي من أوصلت اللحظة السياسية الى هذا الانسداد لأنها قبلت لعبة الحكومات فتركت لها الشارع وجلست خلف المقاعد في المكاتب رغم امتلاكها لعقول ناضجة وقادرة على الابتكار من كوادرها الشابة وقياداتها الوسيطة , لكن القيادات أثرت الجمود لأنه يضمن وجودها ويؤبده وبمراجعة بسيطة نعرف أن الرجل الأول في الحزب يفقد منصبه بالوفاة فقط والتغيير غير ذلك اكسسواري . فالدارس لمعظم ازمات الاحزاب العقائدية والشمولية , يدرك ذلك بسهولة , فالمراقب لمعظم أزمات الإخوان المسلمين  يلحظ خيطاً مشتركاً، وسبباً رئيساً فيها،وهو: قيادتها. فلم تكن أزمتها فى قاعدتها،بل غالباً في كل حدث كانت قاعدتهاعلى قدره، ومحسنة التعامل معه، لكن الأزمة الكبرى فى قياداتها،إنها قيادات ليست على قدرالحدث، ولاقدر المسؤلية الملقاة على عاتقها ،والإخوان في ذلك هم أبناء المجتمع، فليست أزمتهم بغريبة عن أزمة وطنهم ومجتمعهم، وكذلك الشيوعيون والقوميون , فكل قيادة حملت وزر اتباعها سواء من بقي داخل تلك الأحزاب أو من خرج طوعا او من نكلّت به تلك القيادات . بدورها لعبت نخب الدولة على اختلاف مواقعها نفس الدور وبمهارة زائدة كونها تمتلك كل الادوات اللازمة من سلطة ومؤسسات وتحققت المعادلة السياسية بأن المعارضة وجه آخر للحُكم ,في المسألة الديمقراطية وسؤال الحرية , فكلاهما رافض لمبدأ التداول السلمي للسلطة ولأن الحكومة هي الناجحة في جذب المعارضة الى ملعبها الفكري فقد نجحت في السيطرة على المشهد وافراغ المعارضة من مضمونها الاساس بوصفها بديلا موضوعيا للحالة القائمة وبوصفها نموذجا للمطلوب الوطني في الحُكم الرشيد والمُتطلع لإرضاء طموح الناس . العيد فرحة بحسب السلوك الدارج للناس لكنه ليس فرحة وبحسب بل فرصة ايضا , وهي فرصة للمراجعة ونصيحة للقيادات ان تقرأ الحديث النبوي الشريف لأحد الصحابة (أمسك عليك لسانك،وليسعك بيتك،وابك على خطيئتك)  , فهل تفعلها قيادات الإخوان والشيوعيون والقوميون , فيجلسوا في بيوتهم ويراجعوا أنفسهم ويتركوا المقاعد لجيل جديد يحتكم الى تجارب العالم في البناء الحزبي والمشاركة الشعبية ولا نريد منهم البكاء على الخطايا بل الجلوس في دائرة استشارية للجيل الجديد الذي كسر حاجز الرهبة وكسر حاجز الجمود الفكري والسياسي وبات يتفهم الحاجة الى الأحزاب البرامجية لكنه مسكون بهاجسين رغم تناقضهما , الحكومات وأدواتها والمعارضة وجبروتها وجمودها, ولأن الحكومات بالعادة لا تعرف مبدأ التنازل الطوعي, فإن الاوجب ان تتبنى ذلك التغيير احزاب المعارضة حتى يمسك الجيل الجديد مفاتيح الأمر ويعرف كي يضغط على الحكومات والبرلمانات من أجل التغيير السلمي والسير نحو الديمقراطية والعدالة الانتقالية . العيد فرحة ولكنه فرصة للمراجعة ولمسك البداية حتى لا تضيع الفرصة القائمة بإنتاج الجيل الثاني من الربيع العربي المستفيد من أخطاء وخطايا النسخة الأولى التي جاءت مشوهة ومحكومة بعقل قيادات أثقلتها الكهولة والابتعاد عن نبض الناس . omarkallab@yahoo.com