تموز شهر الخير
في الذاكرة، أن شهر تموز هو شهر الخير والعطاء والحرارة التي تشتعل إعلانا لمولد جديد، بداية حياة وصفحة من صفحات الخير والعطاء . انه شهر تكتمل فيه دورة أشجار العنب لتمنحنا الخير الوارف والطعم المسحوب على المستقبل والفرح ، انه شهر يمنحنا عذوبة فاكهة التين التي تذكرني شخصياً برحمة جدي المرحوم حسن العلوي حيث كان يصر على أن ابدأ نهاري عنده في أيام العطلة الصيفية مع سلة التين والعنب. انه شهر «الزبداني» المعركة التي ترسم افقاً جديداً في حرب الموت الدائرة منذ خمس سنوات وأكلت الأخضر واليابس في الحبيبة دمشق، إنه شهر ميلاد البعث بثورته المجيدة في العراق العزيز الذي قدم لنا قيادات وازنة من طراز الشهيد الخالد صدام حسين وطه ياسين رمضان وطارق عزيز وهي شخصيات سكنت الماضي والحاضر والمستقبل. انه شهر تموز اللبناني وصفحات مجيدة من العام 2006 التي شكلت محطة من محطات المجد العربي ،في عالم سجل بداية تشكيل الهزيمة الصهيونية بفعل صواريخ المقاومة التي حولت الملايين الى الملاجئ وغيرت من نمط حياتهم اليومية، إنه شهر مفاعل تموز أول رحلة عربية مع الطاقة النووية والذي قصفته الطائرات الصهيونية لتحول دون ميلاد فجر نووي عربي يعيد لعبة التوازن من جديد. ترى كم نحتاج الى صفحات وصفحات لنكتب فيها وندون في عصر التدوين عن أمة فقدت هويتها وإنحازت الى أعدائها دون أن يرف لها جفن أو تشعر بالقلق من غد تقف فيه في مواجهة مع الذات ومع المستقبل . وهل بقي ما يمكن أن يقال بعد كل الذي حدث في بغداد ودمشق وطرابلس والقاهرة وصنعاء وعدن والمنامة ولا ندري ماذا بعد فالقائمة تطول ،ونحن نعرف جيدا من يكتبها ومن أين تأتي حروفه ودولارته . فهل يكون تموز الحالي أو القادم هو رحلة العرب للخروج من دوامة القتل اليومي المستمرة منذ خمس سنوات بلا رحمة ولا قدرة على التصور، دعونا نشعر بالأمل يقترب لتغيير حسابات المنطقة وفتح صفحة جديدة تقوم على الأمل المشرق بعد سنوات التيه والضياع والقتل على الهوية والبيع بالمزاد العلني و «داعش» و»اليزيديات «وعالم يؤسس لزمن طائفي منبوذ!.