لنتعلم من المصريين
في الصباح , تشاهدهم يحملون (اسطوانات الغاز) وفي وقت العصر يقومون بغسل السيارات , وبعد الفطار جميع (حراس العمارات) في الصلاة …
في حارتي التي أقطنها , لم يتغير على (حراس العمارات) من الاشقاء المصريين شيء ابدا …عادل ما زال يصحو في الساعة السابعة صباحا , ويقوم بجولة تفقدية حول العمارة , ثم يهاتفني عبر ( الأنتركوم) ..ويقول لي :- ( والنبي يا افندم اتشغل المضخة أصلي الخزان فاضي) …وتراه في كل مكان .
الحارس المناوب في العمارة المقابلة , ومنذ أول يوم في رمضان , وهو يقلم شجر العمارة , ويدهن الرصيف …وأحيانا يحضر بعض الطلبات من البقالة وفي الغالب تكون مرتبطة , بمشتقات (الماجي) ..
وثمة إجتماع طارئ يعقد على الرصيف المحاذي لجميع حراس العمارات في حارتنا , ويتم فيه الحديث عن الإفطار ..وفي الغالب توكل مهمة طبخ (الفراخ) لمحمود , والفول يتولاه حسن …
بصراحة في كل رمضان يمضي , لم أجد شقيقا مصريا , يقول :- (انا صايم ) ولم أجد أحدا منهم يدعي التعب أو ملامحه عابسة …لم أجد أحدا منهم يتذمر , على العكس تراهم على الأسطح , تراهم يحملون (إسطوانات الغاز) …يحملون الطوب , يحللون رزقهم …بكل ما في العرق المتصبب من طهارة ونقاء .
بالمقابل الأردني يعمل تحت (الكونديشن) ومن خلف مكتب , وتراه عاجزا عن حمل (كيس البندوره) ..تراه أحيانا متثاقلا في رد السلام , شرسا في قيادة السيارة …
المصري في عمان يكون تحت تأثير تعب الصيام , ولكن وجهه ينتج ابتسامة وفرح ويؤدي عمله بما يقتضيه , الضمير وراحت البال …
في رمضان لنتعلم من صبر الأشقاء المصريين قليلا ,فهم من وطن عمره (7000) آلاف عام وما زالوا ينتجون الصبر والرضى , ونحن من وطن بناه الصبر ..وما زلنا ننتج الشكوى والتذمر.