«بلاتريون» كثر
وأخيراً أطاحت عبارة «لا أدري» بالعجوز السويسري جوزيف بلاتر، بعد سكوته وغض طرفه ورضاه ومقاسمته لمعظم قضايا الفساد التي شوهت سمعة الفيفا طيلة السنوات الماضية..ولا استطيع أن أخفي في هذه اللحظة سعادتي البالغة للإطاحة به، لا لأنه كان ينافس مواطناً أردنيا وعربياً وهو الأمير علي وحسب، وإنما لأن أي سقوط لرمز من رموز الفساد اعتبره انتصاراً شخصياً حتى لو كان خارج حدود الوطن..أو حتى لو كان الفساد رياضياً فإن له نفس الرائحة المنتنه للفساد السياسي.. فالعفن الذي يصيب الفاكهة واحد فلا فرق بين عفن الموز و عفن البرتقال ما دامت الرائحة السائدة ذاتها ولا تطاق…
لكن ما زلت أتمنى أن يكون سقوط «بلاتر» نموذجاً للفاسدين الآخرين هنا..فالشجرة الشامخة والمتعالية اذا ما اصابها العفن من جذرها فإنه لن ينفعها طولها بلا شك، على العكس سيسارع في سقوطها وارتطامها بنقطة الصفر حتى لو كثر ساندوها ومساندوها كما الحال في الفيفا…
لكن دعوني أصارحكم قليلاً ، أكثر ما أدهشني انفصام الحماسة في اليومين الماضيين، ففي الوقت الذي كان فيه الشارع الأردني منفعلاً ويفور فرحاً لاسقاط «بلاتر» ويتّهمه بالمحاباة والفساد.. كانت مواقع التواصل الاجتماعي تتداول قائمة للناجحين في وظيفة ملحق دبلوماسي في وزارة الخارجية تضمّ خسمة عشر اسماً جلّهم من أبناء المسؤولين السابقين دون ان نتوقف قليلاً في طريقنا الى الفيفا على يمين شارع المطار لنرى ماذا يجري هناك؟ …
يحق لنا ان نفرح بسقوط بلاتر ..لكن سنفرح أكثر عندما نتخلص من «محسوبياتنا» يحق لنا ان نفرح بسقوط بلاتر من قلوبنا جميعاً عندما لا تقتصر الوظائف على ابناء الــ»200» اسم المتداولة ، ولا الوزارات على الــ»200 «اسم متداولة، ولا الاقتصاد على الــ»200»اسم المتداولة… عندما يكون رقمي الوطني وجد ليساويني بمن شابهني…لا لــ»يواسيني» .. …
لا يحق لي الآن ان افرح بأكثر من نصف شفة…
الا بعد رحيل «البلاتريون» من وطني.