0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

حول «التكييش»

«التكييش» مصطلح متعارف عليه عند التجار وأصحاب المصالح ويقصد به تحويل البضاعة الى سيولة وغالباً بخسارة فادحه بهدف الحصول على «النقد» أو سد دين مُلحّ، او اطفاء شيك مستحق  سيودي بالتاجر الى السجن…لذا عندما تتفاوت الاسعار بفارق كبير  في السلعة الواحدة بين التجار فإن المبرر دائماً «فلان بكيّش» أي انه يبيع بخسارة حتى يحصل على النقد..وأحياناً يأخذ قرضاَ بفائدة كبيرة ليطفىء قرضا حسناً، ثم يأخذ قرضاَ آخر ليسد فوائد القرض الأول الخ من عملية تلبيس الطواقي المتداولة …وبهذا يكون قد دخل بيت العنكوب اللزج ولم يستطع الخلاص منه الا في احدى السيئتين :الهروب او السجن …ولعل عبارة «التوكل السلبي» ليوم الله بعين الله..كانت تعمل كمهدئ إيماني مزيّف ، تسّهل الجانب النفسي عند التاجر «المكيّش» لكي يعيش اللحظة ويغلق ابواب السعير الطارئة ويرضى عن  غرقه في الديون المتحركة يوماً بعد يوم… المهم عندما تتكاثر الديون وتنفد مصادر السداد..يهرب التاجر بغير عودة او يدخل الى السجن، تاركاً وراءه ديون كبيرة ، وأولاد يعتاشون على الصدقات والتسوّل والكدح اليومي لتأمين قوت عيشهم…
***
بالمناسبة الحكومات كانت وما زالت تمارس عادة الــ»تكّيش»كذلك..والا فماذا نسمي بيع الفوسفات والبوتاس وميناء العقبة والاتصالات وأمنية وشركة الكهرباء وغيرها بتراب المصاري..انها كانت «تكّيش»  لتسد نفقاتها الجارية وتطفيء بعض من الديون الداخلية والدولية…وعندما وقف الحراك في وجهها وبقي القليل القليل برسم البيع..بدأت تلتجىء الى الديون بفائدة أكبر لتسد الديون القديمة ذات الفائدة الأقل…و لقد وقّعت على قروض على شكل سندات عالمية بقيمة 2 مليار دولار الشهر الماضي وعند السداد سوف تأخذ قروضاَ  لتسد الديون ..وهكذا..
وكالعادة، عندما تتكاثر الديون  و تنفد مصادر السداد، يهرب الموقّعون او يتهرّبون – لأن خيار السجن غير وارد عندنا-  
***
فقدرنا دائماً…ان «الحكومة بتكيّش» والشعب «( … )
غطيني يا كرمة العلي..ببلوزة هيفاء وهبي لو سمحتِ…