لأنك الأردن
أنا غاضب ..واقلب في المحطات , أسمع الأخبار والتحليلات …والقصة عندي ليست لعبة كرة قدم , أو إنتخابات عابرة (للفيفا) ..القصة لدي هي قصة بلد يغارون منه …حد الحقد …
هل لأن الربيع العربي مر عليك , ولم يفلحوا في جرك إلى المسلخ ؟ ..هل لأنك بدون موارد وماء ..وفقير الحال , لكن بنيت جامعات أفضل من جامعاتهم , وبنيت مستشفيات أفضل من مستشفياتهم , وبنيت طرقا أكثر …وحين يأتونك , يستغربون من الأردني الذي يلتزم بالوقوف على الإشارة ليلا , حين تكون الشوارع فارغة إلا من الصمت , ويستغربون من نظافة أرصفتك , ومن نخوة شعبك .
هل يغارون منك …لأنك استقبلت كل العرب , لم تفرق , ولم تستبعد ..ولم تستعدي وهم ضاقوا , بالخدم ..ضاقوا بالهواء , وصارت سياساتهم مبنية على الإقصاء تارة وعلى الإبعاد أخرى …وأنت الأردن الذي , لا يمن على العرب إن فتح لهم صدره وإن لثم الجراح …وهم يركنون العرب , في مطاراتهم ..أياما طويلة ..ويتعاملون معهم بالرقم , أو ببصمة العين …أو بالإبعاد ..
هم يغارون منك …لأنك في صحافتك , تهاجم …ولأنك ولدت حرا , ولم تكن عبدا لأحد , وستموت حرا …ولكنهم في داخلهم ,يؤمنون فقط بالسيد والطاعة العمياء ..والكلمة عندهم محسوبة , والهمسة محسوبة …والإستبداد شرط للحياة …
يغارون منك ..لأن لديك تاريخ , وجيش قاتل في كل مكان , لأن لديك إنتصارت وفي كل عائلة أردنية يوجد شهيد , وفي كل عائلة أردنية يوجد إرادة وحب .. فتاريخهم اسلحة كدست في المخازن , ومعارك وهمية ..وخوف من المستقبل وصفحات كتب , لم يجدوا شيئا كي يضعوا فيها …فأشبوعها بالقصائد النبطية .
هم يغارون منك , لأنك السهل والجبل والماء , لأنك الحب …وهم على أطرافها لأنك حملت على ترابك أول حضارة عربية وهي الأنباط , ولأنك خلقت من الصخر حياة …وهم غير الرمل لم يحملوا , ولم تكن لهم خطى إلا على سطحه .
يا سيدي ..يا وطني ..يا أمامي ..أنا لست غاضبا , ولا أعرف الحقد …ولكنك أول أمس عريتهم كلهم , ونزعت الأقنعة المستعارة …عنهم جميعا ..وتبين لنا بالوجه الشرعي أنهم يحقدون ويغارون ويكرهون ….وأنت كنت مثل ..نخلة ترمي الرطب على الناس , وإن قذفوها بالحجارة , أو عابوا عليها طولها …تبقى النخلة ..وهم القصار في القامة , في العروبة ,,في الموقف , وفي كل شيء..
يغارون منك لأنك الأردن …الذي يليق بنا ونفتخر به