الفروسية لها رجالها!
من السهل أن يحلم شخص واهم في أفكاره ومخيلته بلوغ مرحلة متميزة من الأهمية ولفت أنظار من حوله .. من السهل أن يرتدي أفضل ماركات الملابس ويزين شعره ويلجأ الى أساليب التغيير في الشكل والمظهر، بمعنى آخر «نيو لوك».
سهل عليه أن يجند أشخاصاً للترويج له، فالنقود متوفرة وتؤهل لكي يحتل مساحات واسعة في وسائل اعلامية ما يمكن من الوصول الى الحالة التي يريد والى المناصب التي يشتهي، ولا ضير أن يحمل أكثر من «بطيخة» بيد واحدة، لكن من الصعب أو المستحيل أي يبلغ مكانة الفرسان، لأن الفروسية لها صفات محددة لا تشترى أو تمنح بالمال!.
الفروسية أن تتصدى بجرأة وشجاعة لكل ما يخالف العادات والتقاليد، وأن تواجه بكبرياء وشموخ كل مظاهر الفساد حتى مهما كان أصحابه يتمتعون بنفوذ وقوة، وأن تمضي بهدفك حتى النهاية دون أن تهتز أو تتراجع، وأن تحافظ على المبادىء دون تجزئة، وأن تحترم معايير وضوابط المنافسة وتتعامل معها بروح عالية وبشرف ونزاهة.
هي الفروسية التي تتجلى في مواقف الأردنيين عبر التاريخ، وتلتصق بشموخ وزهو بالهاشميين الأكارم .. وهي الفروسية التي برزت وتبرز في عديد المحطات الهامة التي مرت على الأردن وعلى المنطقة والعالم .. فالتاريخ يسجل بفخر واعتزاز فروسية الأردنيين .. كما سجل أمس فروسية وشهامة علي بن الحسين وشجاعته بالتصدي لمحاربة فساد فيفا.
هي الفروسية التي تدفع دوماً نحو القيادة وصنع القرار .. واستحالة وضرب من الجنون أن تهوي بصاحبها الى الانقياد ضمن مجموعة «القطيع» .. فالفروسية لها رجالها .. فيما التابعية لها صفات تلتصق بـ أشباه الرجال.