الجيل الشاب والتعددية السياسية والسياقات الانتخابية
بالامس كنت أتحاور مع مجموعة من الشباب الطامح بالمستقبل من الجامعات الاردنية في مختلف القضايا المحلية والسياسية تحديدا منها وآفاق المستقبل في ظل تراجع وتيرة العمل وغياب الاثر الفعال للشباب في الحياة العامة . وتطرقت في الحوار مع الشباب للتجربة المغربية في الحياة الديمقراطية التي أنا من أشد المعجبين بها وكنت أقول للشباب، نجحت المغرب في اشتقاق حياة ديمقراطية فعالة ومازلنا نحن نرواح مكاننا نتقدم خطوة ونتراجع خطوات،والسبب في ذلك هو غياب الرغبة الرسمية بتعزيز الحياة الديمقراطية التي لا يمكن أن تقوم الا عبر حياة حزبية فعالة تقوم على المشاركة والحكومات البرلمانية الحزبية وسألني احد الشباب سؤالا : لماذا نجحت المغرب وتراجعنا نحن ؟ وكانت نقطة البداية في الاجابة: الاردن والمغرب هما تجربتان مهمتان في الحياة العربية واوجه التشابه مهمة وخاصة ان الحكم في كلا البلدين ملكي وراثي نيابي، إذ نجح المغرب في تطبيق التعددية السياسية بصورة ناجحة بالمطلق عندما اختار الحكم أن يكون هناك نص دستوريا يضمن تكليف الحزب الذي ينال المرتبة بتشكيل الحكومة بما يسهل تكليف ائتلاف برلماني بالحكومة . الطريق أمامنا سهل للخروج من حالة التشرذم، وتفعيل الحياة السياسية عبر قانون انتخاب جديد يضمن شرط النزاهة والدفع نحو حكومات حزبية وبرلمانية بعيدا عن الشللية والمناطقية والتقسيمات الجغرافية التي تدفع للحياة العامة حكومات غير برامجية ولا شروط على تأليفها . نتطلع أن نرى حياة سياسية جديدة تقوم على البرامج والاحزاب وقادرة على استيعاب جيل الشباب وفتح الطريق لهم الى المستقبل بعيدا عن الحرس القديم والحرس الجديد المعادلات التي تقوم على المصالح والمنافع وجل ذلك لا يتحقق الا عبر بوابة انتخاب حقيقي وتمثيل نسبي للقوى الشعبية الوازنة في الحياة العامة لفرز مجالس فاعلة وقادرة في ذات الوقت .