النظام السوري يتهم الأردن
ملفت للانتباه أن النظام السوري اختزل اتهاماته بخصوص دعم الجماعات الأرهابية على الأرض السورية بالأردن.
النظام السوري اعتاد أن يجيّش مسؤولية في السابق لاتهام الأردن بايواء الجماعات الارهابية كلما ضاق عليه الخناق و ها هو اليوم يترك كل عناصر الأزمة السياسية و العسكرية و الدولية التي تتنازعه ليحول الانظار تجاه الحدود مع الأردن.
ربما لا يمكن لنظام دمشق الذي يصم أذنيه عن دعوات الحل السياسي التي طالما أطلقها الأردن منذ ساعة اندلاع الأزمة في سوريا أن يتفهم قدر القلق الأمني و عدم الاستقرار الذي عانت و تعاني منه حدود الأردن الشمالية بسبب فشل النظام السوري في حفظ وحدة أرضه و آخرها فقدان السيطرة على المنافذ الحدودية.
الشكاوى الدولية تحتاج تبصّر و تيقن من الحقائق فلا أسهل من تستخدم بضع وريقات لصياغة شكوى ترفع الى مجلس الأمن الدولي تكيل اتهامات لا تستند الى وقائع.
ليست مشكلة الأردن أن الرقة و إدلب خرجتا من سيطرة النظام السوري أو أن المنافذ الحدودية تولتها الجماعات الارهابية و إذا كان لا بد للنظام في دمشق أن يوجه تهماً فليوجهها لنفسه و قد قاد سوريا الى مرحلة ضاع فيها الحل السياسي في أفق التعنت و باتت فيها بلاده قاب قوسين أو أدنى من التقسيم أو خسارة وحدتها.
الأردن أول من تلطى بنار الارهاب وهو اليوم يدفع ثمن عدم قدرة انظمة الجوار على صون أراضيها.
علّ نظام دمشق يحتاج القراءة في دفاتر أزمته التي تتفاقم يوماً بعد يومٍ ليتوصل الى حقيقة توغل الارهاب في أرضه و التي لا تتوارى اطلاقاً خلف محاولات النظام اشغال العالم عن أزمته الحقيقية.
الشكاوى الدولية بلا أدلة تستحيل تخرصاتاً تضر أكثر بنظام باتت سيطرته على أرضه تتقلص بسرعة بفعل تفككه و ضعفه.
الأردن طالما مد يده للتلاقي و التعاون من أجل الهم الأمني المشترك و لعل الأردن يمسه ذات الضّر إن جاورته دويلات تحكمها جماعات ارهابية.
الأولى بالنظام السوري أن يتعظ قبل فوات الأوان و ضياع ما تبقى فيطرق أبواب الحل السياسي الحقيقي سريعاً كي يحقن دماء شعبه و يجنب سوريا خطر الانقسام المحدق.