كامب ديفيد ونتائجه!
تكاد صحف الايام الاخيرة وربما خلال هذا الاسبوع تتعامل باهتمام بالغ مع نتائج قمة كامب ديفيد وخلاصة المواقف الاميركية والخليجية التي قبلها القادة. ولعل اهمها:
– تصريح شيخ قطر بتأييد المجموعة العربية لاتفاق الدول الست الكبرى مع ايران بشأن الرقابة على نشاطها النووي, ومنعها من انتاج سلاح نووي خلال الخمة عشرة سنة القادمة.
– تصريح الرئيس اوباما بشبه ضمان بأن رفع العقوبات عن ايران, يجب أن لا يطلق يدها في العدوان على أمن المنطقة العربية, وأن اميركا تضمن وقوفها ضد أي عدوان خارجي على دول الخليج العربي. وبطبيعة الحال فإن قادة الخليج لم يطلبوا تعهدات خطيةْ, لأن الرئيس لا يملك هذه الصلاحية دون قانون يوافق عليه الكونغرس. وهذه قصة طويلة. لكن الضمان الشفهي المعلن يوازي الضمانات التي تقدمها لاسرائيل.
– ثم تدخل النتائج الى التفاصيل: كاقامة شبكة دفاعية ضد الطائرات المعادية, والصواريخ البالستية, واجهزة مراقبة متقدمة لأي تحركات عسكرية في الخليج أو عبره. وكتزويد الجيوش العربية في الخليج بأسلحة متقدمة. وتقسيم ازمات المنطقة من حيث الاهمية, اذ اعطت واشنطن اولوية لأزمة اليمن, وأعطى الرئيس اوباما تصوراً واضحاً بأنه لا يضمن انتهاء ازمة سوريا اثناء رئاسته أي أننا أمام سنة ونصف السنة من حرب الانهاك والتدمير. وأنه يؤيد حكومة العبادي في العراق طالما أنها تتعامل مع المكونات المذهبية والعنصرية على قدم المساواة. وكان الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي امل الاهتمامات الا أن الطرفين نبها الى العملية السلمية وحل الدولتين.
لقد كان من الواضح أن شكوك الطرفين لم تنته كلياً بهذه القمة. ولذلك اتفق الطرفان على متابعتها بعد عام في عاصمة لم تتم تسميتها في المنطقة. رغم أن الجميع يعرف أن عام الانتخابات يجعل من الصعب على اي رئيس الزام خلفه بأي مسؤوليات.. غير ادارة الامور بشكل يومي.
– هل حقق عرب الخليج شيئاً بهذه القمة في كامب ديفيد؟
– نعم!! اولاً لأنهم لم يواجهوا الاميركيين فرادى كما هي العادة, وانما كانوا كتلة واحدة. وثانياً لأن عاصفة الحسم اعطت الجميع الثقة بأنهم يمكن أن يكونوا اصحاب قرار في وطنهم. وكانت مشروعات الجيش العربي الموحد اشارة من بعيد الى قدرة التحالف على الوحدة, والوقوف معاً في مواجهة الخطر الداخلي والخارجي.