ترويج
كان لدي مزاج جيد للكتابة هذا الصباح , ولكن الهاتف الذي جاءني كدر لي مزاجي وتلك ليست المرة الأولى , صبية بصوت ناعم تتصل معي ثم تقول :- يسعد صباحك سيد عبد الهادي …وتبدأ مباشرة بالشرح عن الفندق الذي تعمل به وأنه تم إختياري للإستفادة من عرض الإقامة السنوي , وعلي المراجعة للدفع وأخذ الإشتراك .
وتصر على الموعد , وأنها ستنتظرني في الساعة الواحدة , من أجل شرب فنجان قهوة …وترتيب إجراءات الإشتراك .
في النهاية , هذه الصبية تريد أن تحصل , على قيمة معينة من الإشتراك , والفندق يظن أنه حين يتبع هذه الأساليب , سيجني كما هائلا من المال …وأنت في اللحظة التي يتحدثون معك فيها ويخترقون خصوصيتك , وتصر البنت على الشرح لك عن مزايا الإشتراك , تكون جالسا في حيرة من أمرك ..لأن المدرسة أرسلت لك مطالبة بقيمة الاقساط…والرقم كما يبدو مرعب جدا .
يوجد جمعية في الأردن إسمها جمعية الفنادق , ويوجد وزارة للسياحة , والسؤال هل الترويج لخدمات الفنادق ومزاياها , يتم عبر هذه الطرق …التطفل عليك , ومن ثم الإصرار على زيارتهم , مع قليل من المزاح والغنج …
في الشهر الماضي , جاءني (6) مكالمات من نفس الصبية ,وفي يوم واحد مع إصرار غريب على زيارتهم فقط لشرح مزايا العرض , وانا خجلت من أن أغلق الهاتف بوجهها …خجلت من أن أخبرها أني في المستشفى أتعاطى (تبخيره) …
احيانا يخترقون خصوصيتك , ويوظفون بنتا للحديث معك …وأنت تخجل من أن تعامل صبية بأسلوب خشن , ولا يدركون أنك متعب من حجم الضرائب والأقساط , وأنك منهمك في تأمين لقمة عيشك , يتعاطون معك كأنك تعيش في دولة نفطية , ومثخن ولديك فائض من المال .
لدي سؤال , هل ترويج السياحة , يرتبط أحيانا (بثقالة الدم) …أن لا أعرف ولكن الرقابة على الفنادق والترويج مسألة مهمة , وتوظيف الأردنيات لغايات البحث عن زبائن من أجل عروض الفنادق , شيء فيه نوع من الخزي …
السياحة فن , ورقي ….وليست إبتذال