0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الخليج العربي.. المتاهة من جديد!

صدمت الأوساط الخليجية من موقف البرلمان الباكستاني الذي رفض المشاركة في عاصفة الحزم، ويبدو أن الساسة الباكستانيين لم يستطيعوا الوفاء بوعودهم تجاه الرياض، وبقيت تركيا في موقف مشوش يحاول أن يحتفظ بمرونة في الحركة حسب الوقائع الميدانية المختلفة.
هذه قصة ليست جديدة، فالأشقاء في الخليج العربي لم يستطيعوا أن يستوعبوا على مدى السنين الماضية مدى أهمية العمق الأردني للأمن الخليجي، وكانوا يعتقدون بأن الضمانات الأمريكية بأمن الخليج، مع التحالفات القائمة مع دول مثل باكستان يمكن أن تخلق لهم الطمأنينة على المستوى الأمني.
الأردن ملتزم قوميا، وكانت الرؤية الأردنية منذ سقوط بغداد تحذر من الفراغ في العراق بالطريقة التي ستغري أطرافا إقليمية بالتدخل وبناء طموحات بمجال إقليمي، وجرى الخلط في التأويل لمقولة الملك عبد الله الثاني (الهلال الشيعي) التي تعتبر وصفا سياسيا، دون أن يحمل البعد الطائفي الذي حاول البعض أن يصدروه للتخويف من رؤية استراتيجية أثبت عقد من الزمان صحتها.
الحوثيون خرقوا الحدود الآمنة لتواجدهم في المعادلة اليمنية، وكان الزحف تجاه عدن يمثل المشكلة الجوهرية التي جعلت الرياض تهرع لتشكيل التحالف دون أن تتحصل على توافق كامل على حدود التدخل العسكري ومداه وأهدافه، والتصرف ببرغماتية أتى من قبل العديد من الدول التي كان يعتمد عليها السعوديون لدى إعلان التحالف، وبدأ الحلف في التفتت قبل أن تدخل الحرب في ذروتها.
الأردن ليس حليفا فقط، ولكنه طرف في الصراع مع القوى الإقليمية المختلفة، اسرائيل وتركيا وايران، ولذلك فهو لا يتدخل لأن له مصالح مع السعودية، ولكن لأن مصالحه تستدعي أن تسود المنطقة الحلول السياسية، وأن تبقى الأعمال العسكرية بعيدة عن أراضيه، وعمان تختلف مع الرياض في الأولويات، وربما تحمل عتبا شديدا على الأشقاء في السعودية، ولكن ذلك لا ينصرف إلى الثوابت، وربما يستطيع الخليج أن يتفهم أن امتداده في الأردن والعراق واليمن يجب أن يجري التعامل معه بصورة متوازنة وحازمة على جميع المحاور، لأن التركيز على محور دون آخر، سيدفع الأطراف المتصارعة والمتناقضة المصالح لأن تستغل المحور الآخر لتسخينه وتحقيق المكاسب على امتداده.
كان يفترض أن ينضم الأردن إلى مجلس التعاون قبل سنوات، والخليجيون اعتبروا الموقف الأردني في أزمة الكويت بمثابة شرخ كبير في العلاقة، ولكن لم تتفهم عواصم الخليج بأن الملك الراحل الحسين عرض أن يكون ضامنا لعدم تصعيد العراق لأعمالها العسكرية وعلى أساس الانخراط في حل سياسي كان يمكن أن يجنب الجميع المصائر التي آلت لها الأوضاع لاحقا، واليوم الخليج العربي يدرك أن منطق التحالف على أسعار عالية للنفط يختلف تماما عن واقع التحالف في ظل أسعار متراجعة.
الأردن ليس معنيا بحسابات الربح والخسارة في الوضع الخليجي، ففي النهاية فإن الثوابت هي التي تتحدث في العلاقة الأردنية الخليجية، وحكما فالأردن سيبقى متوترا بين قوسي الصراع الإيراني – الخليجي والصراع العربي – الإسرائيلي، ولكنه وهو الدولة الأقل في إمكانياتها الاقتصادية مطالب بأن يوازن بين الأولويات في ظل الافتقاد لغرفة عمل موحدة، كان يمكن أن يوفرها انضمام الأردن لمجلس التعاون، ولكن المناكفات العربية التقليدية حالت دون ذلك، وتغلب أصحاب الرؤية الضيقة على من حاولوا أن ينظروا إلى الأمام وأن يؤسسوا لمواقف استباقية كان يمكن أن توفر الكثير من التكلفة السياسية.