استغلال الآثار الرومانية في حرثا
حتى الآن لا تبدي دائرة الآثار العامة أدنى اهتمام بموقع أثري يعرفه أبناء الشمال ويبحث عنه الزوار والسياح والأجانب، وهو بلدة حرثا التي تبعد 12 كم شمال إربد وتقع على الطرف الغربي لوادي القويلبة الغني بمياهه الجارية ومزروعاته دائمة الخضرة والتي تعود إلى العصر البرونزي.
يقول خبراء الآثار والتاريخ عندنا إن قويلبة (حرثا) اليوم، هي امتداد لمدينة (ابيلا) وتسمى أحيانا بـ(رافانا) الرومانية التي تعد إحدى المدن العشر في حلف الديكابولس الذي أقيم أيام اليونان والرومان.
وقد ظلت (ابيلا) مدينة مسكونة تاريخيا إلى اليوم وبقيت على مر العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية مدينة عامرة بالسكان، واعتمد سكانها على مر التاريخ على الزراعة، بخاصة زراعة أشجار الزيتون.
وتغير اسمها في التاريخ، وأصبح اسمها اليوم (حرثا) وما زالت معظم آثار حرثا أو (ابيلا) مدفونة تحت الأرض تنتظر من يستكشفها.
وتنتشر على الطرف الشرقي للمدينة المقابر الأثرية محفورة في الصخر والبعض منها ذو أبواب بازلتية تكسو جدرانها قصارة وبعضها تعلوها رسومات جدارية ذات ألوان زاهية وتوجد أوان فخارية وأسرجة وتماثيل وأوان زجاجية وحلي وأساور وأقرطة وعقود وردية.
وتمتاز قويلبة بانتشار لوحات فسيفسائية في المدينة جاء في إحداها رسم مزخرف لدبين يأكلان عنقودا من عنب إضافة لوجود رسومات كثيرة لغزلان ورسوم لشخصيات مرموقة وكتب تحت كل لوحة أو رسم اسم صاحبها.
وتكثر في السفح الغربي الجرار الفخارية التي صممت لوضع رفات الأموات داخلها، وأقام سكان المنطقة القدماء جسرا حجريا ليتم ربط الجانب الغربي بالشرقي.
وبالرغم من هذه الاكتشافات لا تزال معظم آثار أبيلا مدفونة تحت الأرض وتتعاقب عليها فرق أثرية من جميع أنحاء العالم لاستكشافها.
الكنائس في قويلبة قديمة وعددها خمس هي: كنيسة المنطقة (شرق المسرح)، وكنيسة التلة، وكنيسة أم العمد، وكنيستان قربهما وقد عثر في أرضية هذه الكنائس على قطع مربعات الفسيفساء ذات اللون الذهبي والتي ربما استخدمت في تزيين المحراب والجدار الشرقي، وتؤرخ الكنيسة إلى العهد الأموي.
وبلطت أرضية تلك الكنائس بحجارة ذات أشكال هندسية، واستخدمت الفسيفساء لتزيين الهيكل وعثر على قطع من حاجز الهيكل في المصلى كما عثر على أجزاء من مصابيح زجاجية كانت تعلق في الثريا لإضاءة الكنيسة.
نأمل أن تبدي وزارة السياحة وبخاصة دائرة الآثار الاهتمام اللازم بهذه المنطقة لتصبح من الأماكن التي تجذب اهتمام الزوار والسياح والمواطنين على حد سواء.