0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

أوباما على خطى بوش…. تعزير ايران وقوتها

مازالت ردود الفعل تتوالى على اتفاق الإطار بين مجموعة الخمسة واحد وإيران بشان الملف النووي، فبعد أكثر من اثني عشر عاما من الجدل والشد والجذب بين العالم الغربي وإيران، تم التوصل إلى اتفاق إطار في لوزان السويسرية الخميس الفائت، وهو اتفاق رأى فيه كل طرف انه انتصار له، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هي الظروف التي سهلت مهمة التوصل إلى اتفاق إطار مبدئي علي قاعدة المراقبة والتفتيش للمنشات الإيرانية مقابل رفع العقوبات عن طهران؟
بالنسبة لواشنطن ومن معها من دول فان إدارة اوباما التي أظهرت ضعفا ملموسا في إدارة ملفات الشرق الأوسط الساخنة، كانت تريد انجازا على صعيد الملف النووي الإيراني لاعتقادها أن السيطرة على هذا الملف يعادل من حيث التأثير والقوة أي تدخل عسكري لها في المنطقة وملفاتها الساخنة، بمعني آخر أراد الرئيس اوباما تعويض فشله في الملف السوري والعراقي واليمني وملفات ليبيا ومصر بانجاز عمل دبلوماسي يحمل من حيث القوة تعويضا لكل ما سبق، أي «تكبيل إيران نوويا» بالجهد الدبلوماسي وليس بالجهد العسكري مثلما كان يريد الجمهوريون وكذلك نتانياهو.
وفي الجانب الإيراني كان واضحا من ردود الفعل لدى المحافظين داخل النظام أن هناك وجهتي نظر حيال الأمر، فالمتشددون كانوا ومازالوا يرفضون وقف مشروع إنتاج قنبلة نووية إيرانية تعطي إيران تفوقا استراتيجيا يجعلها قادرة على خلق توازن رعب مع كل من باكستان وتركيا العضو في حلف الناتو وإسرائيل، أما الذين يمكن أن يطلق عليهم «المعتدلون» فهم يعتقدون أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران بسبب هذا الملف بدأت تنخر جسد النظام وعظمه، وان التخلص منها سيساهم في إعادة إيران لممارسة دورها داخل المجتمع الدولي بصورة مؤثرة وكبيرة، بالإضافة لقناعتهم أن السلاح النووي منعدم الفائدة لكون استخدامه هو اقرب للانتحار، ويمكن الاستعاضة عنه ببناء ترسانة سلاح تقليدية ضخمة ومنوعة ومتطورة تستطيع أن تعطي إيران قوة ردع لا يستهان بها.
من ابرز أسباب توصل محمد جواد ظريف وفريقه المفاوض مع مجموعة الخمسة واحد إلى «إطار لوزان» هو نجاح الرئيس روحاني في إقناع خامنئي بسحب ملف الموضوع النووي من يد الحرس الثوري الإيراني المتشدد والرافض لتقديم أية تنازلات فيه وتسليمه للمعتدلين، وهذا يعني أن اتفاق الإطار هو الآن قضية صراعية داخل النظام ومن غير المعروف إلى أين ستفضي ؟
من حيث المبدأ يمكن القول انه في حال مباركة خامنئي الذي له الكلمة الفصل في كافة القضايا الكبرى لهذا الاتفاق فان قوى التشدد داخل النظام وفي مقدمتها الحرس الثوري ستكون قد تلقت ضربة قاصمة، ستفتح الأفق نحو تحولات كبيرة داخل جسد النظام، وربما تنتج صراعا بين أجنحة الحكم من غير المعروف أين ستصب نتائجه ولصالح من!
على المستوى الإقليمي ليس لدى العرب عموما أي نوع من الارتياح لتأهيل إيران حتى وان بقيادة المعتدلين للدخول إلى المسرح الدولي كدولة ملتزمة بالقانون الدولي وليست دولة مارقة مثلما هي حقيقتها منذ العام 1979.
بكل تأكيد إن اتفاق إطار لوزان الذي لم يربط بين الملف النووي الإيراني وسلوك إيران في المنطقة وتدخلها في شؤون الغير عبر وكلائها المحليين في لبنان واليمن والعراق ودعم النظام السوري ومحاولات زعزعة الأمن والاستقرار في البحرين والسعودية وحتى الكويت، يشكل خطأ أميركيا فادحا يضاهي تلك الخطيئة التي قام بها جورج بوش الابن عندما اسقط نظام صدام حسين وحل الجيش العراقي وسلم العراق على طبق من ذهب لإيران والمليشيات التابعة لها.
إيران المكبلة بالعقوبات فعلت وتفعل كل هذا بالمنطقة، فكيف بإيران الحرة الطليقة المتحررة من العقوبات الاقتصادية والسياسية؟
إن إدارة اوباما بتركيزها على الملف النووي فقط كجزء من سلوك إيران مع تجاهل دورها في زعزعة استقرار المنطقة تكون قدمت لإيران الجائزة الماسية بعد جائزة جورج بوش الابن الذهبية.