تطنيش واقعي

وليس آخرا..
اتصلت بي الدكتورة لانامامكغ وزيرة الثقافة، حول ما كتبته الأسبوع الماضي في زاويتي هذه بعنوان (رمانة وزارة الثقافة)، حول الغاء الحكومة لنشاطات اقرتها وزارة الثقافة، وقالت الصديقة الوزيرة ان للأمر علاقة بإقرار الميزانية الجديدة..لم اقتنع بالطبع. اذا كان الأمر كذلك فعلى وزارة الثقافة عدم اقرار اي خطة حتى نهاية الثلث الأول من العام..وكل عام، حتى لا تضطرالحكومة الى الغاء نشاط كانت اقرته الوزارة، وان تتوقف الثقافة عن اجراء اي فعالية ثقافية  في الثلث الأخير من العام خوفا من نفاذ الميزانية.
هذا من ناحية
اما من ناحية ثانية فأنا مبسوط ان الحكومة ترد علينا، وان الوزيرة هاتفتني لتشرح وجهة نظرها…جاء ذلك ..بعد حملة تطنيش كاملة ضد جميع الإتهامات والإنتقادات المنشورة لكافة الوزارات، لكأن الأمر لا يعني الوزارات قط… اتحدث حول فلسفة التطنيش الحكومية للمطالب الشعبية ، أتذكر ذلك وأضحك من تحت إبطي
اتذكر ذلك واضحك من تحت ابطي وأنا أقرأ عن شروع علماء النفس  – الأجانب طبعا- مؤخرا بتسجيل ظاهرة جديدة للدراسة والتحليل تتعلق بجرح المشاعر الإفتراضية، حيث يتعرض الشخص للرفض على مواقع النت الإجتماعية التفاعلية – مثل الفيس بوك والتويتر- حين يتجاهل البعض عروضه للصداقه.
ويقول ذات الخبراء بأن الآم الرفض الألكتروني تعادل الآم الرفض في العالم الواقعي . ويؤكدون ان الناس في المواقع الألكترونية يكونون اكثر تجرؤا ووقاحة وقدرة على التجاهل، سيما وأنهم يضعون صورا افتراضية واسماء وهمية.
هذا الخبر يعتبر في العالم اكتشافا علميا مثيرا، لكنه عندنا في بلادنا والمتثائبة بين قارتين ومحيطين ، يعتبر مجرد لغو مضحك…. فالمواطن العربي يتم تجاهله تماما في العالم الواقعي من حكامه وحكوماته.
حتى نوابه، يدللونه قليلا فترة الإنتخابات بغية الحصول على نسبة – ولو قليلة- من الأصوات الشرعية غير المزورة ، ثم يتركونة لذئبية الحكومات بلا وازع ضمير ولا بنكرياس.
يتجاهلون جميع حقوقه ويتذكرون جميع واجباته التي ينبغي ان يقدمها لحضراتهم بصفتهم اهل الحل والربط والعنعنات!!
يتجاهلون مطالبه لكنهم لا ينسون تنفيذ مطالبهم في زيادة الضرائب ومضاعفة الأسعار!!
قال ايش ….؟؟
الرفض الاليكتروني !!!!