يا كل القلب..
يناديها من أصقاع روحه… تعالَيْ
الى رغبة الامل..يمد كفّه دفئا لا تساويه كل الجِنان…يخضّر في ضحكتها بستان حب وفرح
و تغيب و يغيب و يظل الشفق على مدى نظر الرحيل ينتظر لقاء…
و مغيب وراءه مغيب وجرح غافٍ على حِفاف القلب يبتسم ويُسكِن في عينيها الحياة.
قال لها :بعض الجنون متوالد «مُعد» ..و انت تسري كالنار، وانا اشتهي بين احرف الابجدية شيئا من الراحة لكني وحيد… دونك..
تغتالني الاحزان وبصوتك تدثرين الغربة وتحمينني من الفراغ.
على بوابات الزمان الذي رحل وجدتك ماضيا يسكنني في الصميم آت لا محالة ،و دون إنذار صرت بوحي بعدما طوقني الصمت و عرتني الايام من الكلام ،صرت وميضي و نبضي و كل تلك الطقوس التي تعيد انسانا الى الحياة .
كان يردد كلماته مطلقا الاحساس نحو كل شيء و يحفر في ضباب نظرتها عيونه ،كلما ارادت ان تقول ابتلع مطرها فليته كشف غطاء الصمت،ليته علم !
فليشهد ليل الافكار انه تسلل من نافذة السفر ليتربع على اغطية الاستحالات الكثيرة، و يمسح كالحرير فوق العتمة الباهرة ليكون سرها الذي تخطو اليه، بإرادة بغير إرادة ..كل تلك التفاصيل الصغيرة ما عادت تهم !
(حين يلمع شخص في عمق الذات هناك اشتعالات تأخذنا وانطفاءات ترعشنا، واشجان تبتلعنا، هناك ضوء اقوى من الرحيل يهزنا .. هناك خوف وارتباك وحضنٌ للذات والتفاتة نحو لهفة نحو وردة ..نحو اي قطرة من قلم..)
قال لها : انا الذي اضعت الرضا فسلمت، لم اعد اريد ان ارفرف بزهو حرية، اريد ان اعيش على ما انا عليه، .تربطني بالحياة افكار مجنونة..ايماني قوتي و كل طرق الغربة لا تصب الا في قلبي ..بوحي ساكن صامت يشهد على غصّات وداع و لقاء و يُسقط آه صدها حد الآه ! قد يتقلب مزاجي لكن يشهد كل مساء بأجنحته انك باقية هنا في القلب، تتنشقك مساماتي حياة للحياة وكل الكلمات لكِ و فيكِ ومنكِ.
( للحزن رائحة انما الحب الحقيقي لا يتضاءل..كلما كبر نصبح معه غير قادرين على الكلام، يأكل فينا كل شيء ونظل نبتسم! نزداد قوة وهشاشة وعمق، نرتبك..ثم نجرؤ أن نلعب مع الاقدار..ثم نعود نبكي في حضن القلب لمن كان هو في الدنيا لنا كل القلب).