رمانة وزارة الثقافة
مساء اول أمس الأحد، كان من المفترض ان اكون ضيفا على مديرية ثقافة الزرقاء، في امسية حول الكتابة الساخرة ستكون افتتاحا لسلسلة ندوات حول الكتابة الساخرة في الأسابيع القادمة. لكن قبل موعد الندوة ب24ساعة اتصلت بي المنسقة للبرنامج في دائرة ثقافة الزرقاء، واعتذرت عن اقامة الندوة.
عرفت من المنسقة ان سبب الإلغاء يعود الى كتاب وصلهم يلغي اي نشاط وافقت عليه وزارة الثقافة، واشترط موافقة رئاسة الوزراء على كل نشاط ثقافي…يا للهول!!. الحكومة بقضها وقضيضها تنهمك وتتناقش لتوافق او ترفض ندوة وافقت عليها وزارة الثقافة اصلا…مجرد ندوة معط حكي .
وفهمت من الموضوع ان كتاب الوزارة يتحجج بأن هناك مكافأت مالية، لذلك فإنه يشترط الموافقة المسبقة لغايات النزاهة الكاملة . للعلم فالمكافأة المالية على الندوة هي 50 دينارا اردنيا قبل حسم الضرائب، ويحصل عليها المحاضر بعد اشهرعديدة من مراجعة وزارة الثقافة. واذا كانت الندوة مشتركة مع كتاب اخرين ، فإن مكافأتك لا تزيد عن ثلث المبلغ..يا للهول ..مرة اخرى.
لا داعي للحديث حول قيمة المكافأة، (ياليت ان نصل الى هذا القدر من النزاهة والتدقيق)، فهي مجرد حجة لفرض الهيمنة الحكومية، حتى على الوزارات التابعة لها، وهي جزء من سلسلة مضايقات لم تبدأ في هذه الندوة، بل تم الغاء حفل موسيقي لفرقة بلدنا (كمال خليل) في المركز الثقافي الملكي قبل موعدة بيوم، ونقل خليل نشاطه الى فندق.وبالتأكيد فإن هناك نشاطات ثقافية وطنية اخرى كثيرة تم الغاؤها تحت ذات التبرير.
حينما تم ابلاغي في الموضوع كنت اجلس متسامرا مع سكرتير رابطة الكتاب الأردنيين، صديقي ليث عدوان، وانضم الينا بعد قليل الزميل موفق محادين، رئيس الرابطة، واتفقنا على ملاحقة هذا الموضوع ، فهو يمس جوهر العملية الثقافية ، واتفقنا على ملاحقة ذلك في رئاسة الحكومة والرد علية في بيان من الرابطة، والى الاعلان عن اقامة موسم الكتابة الساخرة الملغى في موقع رابطة الكتاب الأردنيين.
هذا موضوع مفرط في الجدية، ويتطلب من المثقفين والفنانين موقفا جديا وصلبا ضده، فهو ليس نزاهة مالية، وليس رمانة، بل قلوبا مليانة حقدا وعسكرة ضد الفعل الثقافي الوطني.
وتلولحي يا دالية