المليك الأب يدفئ ابناءه
مثل اب يخشى من البرد على ابنائه كان جلالة الملك يخشى على ابنائه الطلبة من برودة الطقس .
ولعلها ليست المرة الأولى التي يوجه بها جلالته بضرورة تأمين التدفئه لأبنائه الطلبة، ذلك فنحن معتادون على اليد الحانية التي يتلمس بها جلالته حاجات ابنائه من مختلف الطبقات .
ليس لدي احصائية، غير ان كلفة تدفئة المدارس الحكومية التي تزيد عن اربعة الاف مدرسة منتشرة من العقبة الى الرمثا، تحتاج الى مبالغ كبيرة، لكن هذه المبالغ وان كانت كبيرة لا تساوي لحظة دفء واحدة يعيشها الطلبة في غرفهم الصفية.
قبل عشرات السنوات مررت بالتجربة بنفسي، كان البرد يأكل اناملنا، واقدامنا الصغيرة في مدرسة ابن الانباري في هاشمية الزرقاء، وكان المدير والأساتذة سامحهم الله يرفلون بالدفء من مدفأة البواري التي كنا ندفع من تبرعات الدراسة ثمنا لديزلها .
لم نكن نمتلك الوعي لنقول لهم : ادفئونا .. لكننا كنا نمتلك البؤس والخوف من بربيش المدير، وعصا الأستاذ رشدي الطويلة .
«أكلناها بجلودنا « .. بردا «يقص المسمار» ورياحا تعصف بإجسادنا الصغيرة الغضة، وأمطارا تغرق ملابسنا، والأهل غير مبالين سوى بمراقبة علاماتنا، وعدد «المناتيز « « والجيد جدا» لعلاماتنا .. أما الدفء في المدرسة فآخر همهم .
لكم احزن على جيل الأبناء الذي وصل اليه الفيسبوك والتويتر قبل ان تصله التدفئة الى غرف الصف .
لكم أحزن وأنا ارى الايادي الصغيرة المزرقة والمحمرة وهي لا تكاد تستطيع ان تمسك بقلم الرصاص وهو يخط على دفترها الصغير : « قم للمعلم وفّه التبجيلا … « .
جلالة الملك عبدالله .. يا تاج الرؤوس ورافعها … يحق لكل طالب وكل أردني ان يرفع رأسه عاليا ليقول : الأردن موطني .. والملك عبدالله الثاني ملكي … فالحب يولد الحب .. والحنان يولد الحنان .. فأي حنان من أب ابى ان ينعم بالدفء وأبناؤه يتراجفون من البرد … جلالة الملك … مرة تلو مرة … الله يحماك .