الملك في عيونِ العالم
تكحلت عيون التاريخِ بمواقفِ الزعماء من أصحاب الحكمة الضاربة في عمقِ الرؤى السياسية النابعة من المعرفة المطلقة القادرة على التأثير والتغيير في مسارات ومنعطفات الرأي العام على مستوى العالم لتكون لغة العقل والمنطق لغة الفصل في أُطر النزاعات المترامية على مجمل بقاع العالم فكان من هنا موقف جلالة الملك بعقد العزم على تمكين الأردن سياسيًا على مستوى العالم ليمتلك الصوت المسموعَ النابع من صلابة الداخل وفق تكوين متناغم ما بين الإرادة الشعبية والسياسية الناتج عن قدرة الملك بإدارة الملف السياسي على كافة الصعد وضمن المحاورِ الإقليمية على مستوى الوطن العربي والمنطقة والإقليم امتدادًا إلى العالم برمته.
إن اعتماد جلالة الملك على لغة العقلِ والمنطق الناطقة بلسان السلام القوي والمُمثلة للوسطية والعدل، بات يشكل حالة غير مسبوقة من القبول والإقناع على مستوى العالم خصوصًا عند أصحاب الملفات السياسية العظمى ولدى صُناع القرار العالمي، فبات مسار الأردن واضحًا باتخاذ المنهج القويم ببناءِ العلاقات الوطيدة على مستوى العالم لضمان استمراره بخوض غمار الدفاع عن القضية العربية والقومية والإسلامية ضمن أمواج الاضطرابات الشرق أوسطية التي فرضت على الجميع البقاء في دائرة المدّ والجزر بين أمواج السياسة وتلاطمات الصدامات المتربصة بالمنطقة برُمتها.
إن الزيارةَ التاريخيةَ لجلالةِ الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى الولاياتِ المُتحدة الأميركية ولقاءه اليوم كأول زعيمٍ عربي بالرئيسِ الأميركي (جو بايدن) تؤكد مدى القناعات العالمية بفكرِ جلالة الملك ومدى دورهِ المؤثر على مستوى الإقليم وقدرته على بناءِ جسور التفاهم بين الأقطاب المُتشاحنة وإبراز دور الأردن القيادي في تعزيز السلام والاستقرار بالمنطقة خصوصًا بعد ما جاء على لسانِ السكرتير الإعلامي في البيتِ الأبيض بأن الرئيس الأميركي يتطلع للعمل عن كثب مع جلالة الملك لتقوية التعاون الثنائي بين البلدين ضمن العديد من القضايا السياسية والاقتصادية كما أن هذه الزيارة ستشهد لقاءَ جلالة الملك مع قيادات الكونغرس ولجان الخدمات العسكرية والخارجية ومراكز البحوث الأميركية، مما يؤكد مدى أهمية هذه الزيارة ومدى الاقتناع المطلق لدى الجانب الأميركي بقدرةِ جلالة الملك على إدارة بوصلة الإصلاحِ السياسي وفق منظمة العدل والمُساواة.
إن القبول الذي يحظى به جلالة الملك على مستوى العالم يدفع الأردن إلى مصاف الدول المُتقدمة القادرة على التأثير بالرأي العام الدولي ويجعل من الأردن الصغير بجغرافيته وإمكانياته كبيرًا بحجم إرادته وإصراره وثباته على مبادئه العربية والقومية والإسلامية، لتستمرَ مسيرة العمل والإصلاح ولتبقى رسالة الشموخ تحف مسيرة الأجيال المتدافعة على طريقِ الحرية والتطور والريادة وليبقى الأردن قصة الحب والسلام المُتصدرة لغلاف كتاب التاريخ ومحط اهتمام واحترام الجميع وليبقى الأردن حاضرة الشرق وبلد العزة والمَنعة ولتبقى رسالة الحب تنبع من قلب القائد لتصب بقلوب أبناء الوطن.
(الرأي)