0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

المصالحة المصرية – القطرية ومستقبل «الإخوان»

نجحت جهود السعودية اخيرا في انجاز المصالحة بين قطر ومصر بعد تردي كبير في العلاقات استمر قرابة العام ونصف العام بسبب الموقف من «الاخوان المسلمين» وبعد الاطاحة بنظام محمد مرسي في 30 يونيو عام 2013، كما خيمت الازمة بسبب الاخوان والموقف منهم على الاجواء بين الدول الخليجية وقطر خلال الفترة الزمنية نفسها والتي انتهت بالاتفاق علي فتح صفحة جديدة في العلاقة تتجاوز «الاخوان» بعدما التزمت الدوحة بجملة من الخطوات التي دللت من خلالها على انها بدات بانتهاج سياسية مغايرة في التعامل مع الاخوان عنوانها الرئيس «فك التحالف مع الجماعة وتحديدا التنظيم المصري» بصورة خاصة.
وتثير هذه المصالحة التي سوف تتوج بلقاء قريب بين الامير تميم بن حمد ال ثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي السؤال المهم حول مستقبل الاخوان في مصر ومدى الدعم المفقود ومدى تاثيره عليهم بعد ان باتت الحركة مصنفة كحركة ارهابية في السعودية والامارات والبحرين ومصر؟
في الجواب يمكن القول ان انقرة التي تحتضن من الناحية العملية النشاط السياسي للتنظيم الدولي للاخوان وترسم الكثير من توجهاته تشكل القوة البديلة الداعمة للاخوان بشكل عام ولاخوان مصر بشكل خاص، ولربما تكون خطوة تركيا اعادة احياء البرلمان المصري الذي حل بعد الاطاحة بنظام الاخوان ردا مباشرا على المصالحة المصرية – القطرية، وهي خطوة ستعمل على تاجيج المزيد من التنافر وزيادة الاحتقان في العلاقة بين انقرة والقاهرة والتي وصلت الى مستوى القطيعة.
من الواضح ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ماض في مشروعه احياء ارث الامبراطورية العثمانية، وان الاخوان كانوا ومازالوا في قناعته انهم «الاداة» الاكثر قدرة على خدمة اعادة «احياء العثمانية» وهو المشروع الذي اسميته في احد مقالتي هنا في الرأي بمشروع «العثمنة».
واردوغان لا يرى حرجا في الاعلان عن ذلك فكلنا يذكر ماذا فعل بمتظاهري «تكسيم» بسبب رفضهم اقامة مبنى يرمز للدولة العثمانية في حديقة جيزي الواقعة في ميدان «تكسيم»، كما انه اعلن مؤخرا عن نيته اعادة احياء اللغة العثمانية والتي فجرت ايضا موجة من الاحتجاجات من قبل العلمانيين الذين يرون ان اردوغان ماض وبقوة في مشروعه المتمثل في «اسلمة» تركيا والقضاء على نهج «اتاتورك».
المشروع التركي «العثمنة» للعالم العربي يجد بالمقابل محورا قويا يواجهه في مقدمته مصر والسعودية ويضم ايضا دول الخليج والاردن، وهو امر سيدخل العلاقات العربية – التركية في ازمة عميقة بعد ان كانت قد تطورت هذه العلاقات بصورة كبيرة خلال العقد الماضي سياسيا واقتصاديا وثقافيا.
اردوغان ماض ايضا في مشروعه الداخلي في اقامة نظام رئاسي في تركيا من خلال تركيز مزيد من الصلاحيات في يد الرئيس، وهذا يعني انه يفكر «بعناد» في تعزيز قوته داخل تركيا كرئيس، وتعزيز قوة تركيا في الخارج كقوة اقليمية اي بمعنى انه متمسك بقوة باجندته الداخلية والخارجية ولا نية لديه للتراجع عنها.
.. اذا كان الخميني قد ابتدع فكرة «تصدير الثورة» والتي هي نشر «التشيع» في الخارج وتحديدا العالم العربي، فها هو اردوغان يبدا في رئاسته الجديدة احياء الامبراطورية العثمانية وايضا على حساب العرب تاريخا وجغرافيا.
* * *
استدارة حماس نحو الحضن الإيراني صورة مكبرة عن مأزق الإخوان بشكل عام ودليل على أن الحركة الأم والفلسطينية منها باتا أوراقاً في يد أنقرة وطهران