عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

رجال الدين معاً.. من أجل بيئة آمنة

ما علاقة رجال الدين بالبيئة؟ إنهم قادة في التوعية على أهمية الحفاظ عليها. من هنا جاءت مبادرة الجولة المشتركة لرجال دين مسلمين ومسيحيين من الأردن في ألمانيا لمدة أربعة أيام. وشارك بها وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية، بتنظيم من وزارته ووزارتي المياه والبيئة، بالتعاون مع وكالة التعاون الألمانية GIZ ، لتعميق «الدور» الحيوي الذي تلعبه المنابر الدينية لتوعية «المؤمنين» والمستمعين للخطاب الديني على الاهتمام بالقضايا الكونية والإنسانية الكبرى، ومن أهمها البيئة ـ
تأتي أهمية هذه المبادرة من عدة نواح: أولاً الوفد كان مكوناً من رجال دين مسلمين ومسيحيين، وقد شكلت هذه المبادرة تعزيزاً للصداقة بين الطرفين في التركيز على الجوانب المشتركة وأهمها العلاقات الإنسانية البعيدة عن المجاملات الرخيصة والبحث عن المفردات العصيّة على الفهم، بتوضيح مفاهيم العيش المشترك والبنّاء ولما فيه خير الانسان. حقاً لقد شكلت رحلة ألمانيا أرضية مشتركة واسعة للعمل المشترك، وأسست لمرحلة جديدة من «الحوار» المتقدم في الأردن، وهو حوار الحياة والتفكير حول قضايا بعيدة عن الأمور العقائدية، رغم أن العقائد هنا تجمع ولا تفرق وتقول بأنّ الخليقة هي من صنع الخالق الواحد، لذلك يحث رجال الدين على احترامها ومن خلالها على احترام كرامة الانسان المقدسة.
ثانياً أتاحت الجولة الألمانية في مدينتي دورتموند وفرانكفورت وغيرها الاطلاع على بعض المؤسسات الدينية التي اتخذت مبادرات للحفاظ على البيئة واستعمال الطاقة البديلة مثل مؤسسات «والي» و»حما» ومسجد ايمير سلطان التركي وكاتدرائية ليمبورج والكنيسة الإنجيلية في فاينهايم التي منها انبثقت مبادرة عالمية اسمها «الديك الأخضر» في التوعية وتوفير الطاقة ونشر القيم الروحية للحفاظ على البيئة.
وثالثاً لقد وقف المشاركون على التحديات المناخية التي تواجه الكون، وكذلك تحدث أعضاء الوفد عن تحديات الأمن الانساني التي تحدثها الحروب والنزاعات المسلحة ، والتي من شأنها تشويه الكرامة الانسانية أولا ، وثانيا تدمير البنية التحتية للمجتمعات، واحداث تلوّث بيئي ظاهر للعيان ، فضلا عن التلوثات الغازية حاملة الاوبئة والامراض. وهنا أستذكر رسالة مطلع العام 2009 للبابا السابق ، بعنوان: «اذا اردت ان تصنع السلام ، فاحم الخليقة» ، وفيها قال البابا بندكتس: ليست الاعتداءات على حياة الانساني بأقل خطورة من التهديدات وليدة عدم العناية ـ إن لم نقل الإفراط ـ بالأرض وبالخيرات الطبيعية التي منحنا إياها الله. ولهذا السبب لا بدّ للإنسانية من تجديد وتقوية «التحالف» بين الكائن البشري والبيئة، الواجب أن يكون مرآة لمحبة الله الخالق الذي منه نتأتى ونحوه نسير».
وبعد، عاد معالي الوزير والوفد المرافق من رجال الدين الاسلامي والمسيحي من ألمانيا، وسيقف كل منهم على المنبر يوم الجمعة في المسجد أو يوم الأحد في الكنيسة ، وستكون خبرة ألمانيا حاضرة في ذهن الخطيب وعلى لسانه: في الصداقات التي نشأت وفي الأفكار التي تبلورت، وفي الخطط التي وضعت، وهي ليست بغريبة عن مساجدنا وكنائسنا مثل الاستخدام الذي بدأ أصلا للطاقة الشمسية، لكنها بحاجة إلى تشكيل خطاب ديني مشترك للتوعية على الحفاظ على البيئة، وعلى نقاء اللون الأخضر… ودائماً من أجل الانسان: لأن بيئة آمنة تمثل صحة سليمة… وبالتالي كرامة للانسان مبنية على أسس متينة.
Abouna.org@gmail.com