0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

انكشاف ظهر الجماعة وسـرعة الخروج من المأزق

 كشفت تظاهرات الامس في عمان والقاهرة عن انكشاف ظهر حركات الاسلام السياسي مما شجّع تيارات مناوئة على الدعوة لاستكمال المسار الوطني دون ادراج تلك القوى السياسية في الحسابات المحلية في فهم اقرب الى الاجتثاث السياسي الذي انتجته تيارات الاسلام السياسي منه الى التعايش السياسي، وتجد هذه المطالب قبولا لدى قوى اليمين المحافظ والقوى العلمانية المحافظة ايضا التي كشرت عن أنيابها حيال اقصاء الاحزاب الدينية.

  أجواء الإقصاء لتيارات الاسلام السياسي نشطت أكثر بعد حكم البراءة الذي أصدرته المحكمة المصرية في قضايا الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك بل ثمة من يرى ان انكشاف ظهر تيار الاسلام السياسي كان له دور في الحكم الاخير، مستندين الى ما تناقلته وسائل اعلام مصرية عن القاضي المسؤول عن ملف القضايا بأن الحكم يتراوح بين الاعدام والبراءة حسب جريدة الوطن المصرية، مما يوحي بأن مسار الجمعة سيكون فارقا.

  بالمقابل كانت تغريدة المراقب العام للجماعة الاخوانية في الاردن موضع ترقب وحذر، تلك التغريدة التي طالب فيها همام سعيد الجماهير بضبط ساعاتهم على توقيت الجمعة الماضي وتثبيت هذا التوقيت ليكون يوما فارقا في مسيرة الحياة السياسية في الاردن ومصر على وجه الخصوص لكن عقارب الساعة في العاصمتين تجاوزتا ساعة الاخوان وانقضت الجمعة على انكشاف الظهر الاخواني تماما بان ثمة اتهامات من الجبهة السلفية للاخوان بخذلان الشباب المسلم مرة ثانية بعد خذلانهم قبل ثلاث سنوات.

  محصلة نشاط الجمعة انعكس سلبا على الجماعة الاخوانية وتيار الاسلام السياسي وفتح شهية خصومهم لطرح القطيعة النهائية معهم بل واستمرار ادراجهم على قوائم الحظر، في استنساخ مشابه لفكر الاخوان الاقصائي الذي دفعوا ثمنه غاليا بواكير حصاد الربيع العربي، وهنا قمة الازمة ان استكانت القوى السياسية الفاعلة لرأي انصار اليمين المحافظ والعلمانيين المتشددين بحيث ستصطدم قاطرة الاصلاح بالحائط تماما.

  اتهامات الجبهة السلفية المتشددة التي طرحت المجابهة في 28 – 11 للجماعة الاخوانية بالخذلان، تكشف عن ضوء في آخر النفق مفاده ان الجماعة الاخوانية تترك الباب مواربا لأي حوار سياسي قادم، كما ان دلالات الحكم على مبارك تمنح بريقا للرئيس السابق محمد مرسي وهذه قاعدة يمكن البناء عليها لطي صفحة الماضي سواء على صعيد ملف مبارك او ملف مرسي والدخول في عدالة انتقالية جديدة تكنس سواد السنوات الثلاث العجاف.

  الجماعة الاخوانية عليها ان تدرك ان الزمن استدار للسير في اتجاه مناوئ لرغباتها واحلامها المتكونة بعد الربيع العربي وانهم قدّموا في تلك الفاصلة العشرية من الزمن اسوأ النماذج على شكل حكمهم وطبيعة تحالفاتهم وعليهم العودة الى موائد الوفاق الوطني والحوار السياسي وتغيير النهج الذي ارخى بظلال سوداء على المنهج وان يستعيدوا الرشادة التي ضاعت بين ثنايا اليمين المحافظ داخل الجماعة الاخوانية نفسها وانحياز تيارات شبابية داخلها وقيادات طارئة لنهج الاستقواء والاقصاء.

  هناك كثيرون يؤمنون بضرورة إلغاء نهج الاقصاء وفتح الابواب امام تيارات الاسلام السياسي للعودة الى الحاضنة السياسية والاجتماعية فهم جزء متين من بناءات المجتمعات والدولة والذاكرة السياسية تختزن لهم الكثير من المواقف الرئيسة التي ساهمت في حفظ الاستقرار الوطني ولهم ادوار لا يمكن الاستغناء عنها في الثقافة السياسية والاجتماعية واي اقصاء او تهميش او الغاء لحضورهم سينعكس سلبا على مستقبل الحياة السياسية والاجتماعية ويهزّ السلم الاهلي .

  وعلى الجماعة الاخوانية سرعة دعم هذا التيار بتقديم مراجعة سياسية للمجتمع وفتح ابواب الحوار مع كل التكوينات السياسية وفتح قنوات الحوار مع الحكومات القائمة، فعقارب الزمن لن تستدير الى الخلف وما تم حصاده في مرحلة القطيعة يكشف عن خلل قرار المقاطعة وضرورة العودة عنه بالسرعة القصوى فالزمن لا ينتظر المتلجلجين وثمة أفواه شرهة تنتظر التهام المشهد بمن فيهم الجماعة الإخوانية.

omarkallab@yahoo.com