0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

إسرائيل..مستقبل تـكتنفـه الشكــوك!

حتى الآن، من يعتقد أن ثورات الربيع العربي، لم تكن إلا مؤامرة على العرب، ما يثير حنقي أكثر، حينما أستمع للنخب «اللي بتقرأ وبتكتب» وهي تسخر من هذه الثورات، وكنت أسمعها أو أقرأها قبل ذلك، وهي تتغزل بها، وبقدرة «الجماهير» على صناعة «المعجزات» واليوم تتخصص في هجائها، وكيل المديح للثورات المضادة!

جرني لهذا الحديث كتاب لافت للنظر صدر بالفرنسية، ثم ترجم للعبرية، عنوانه «إسرائيل مستقبل تكتنفه الشكوك»، وصدر في إسرائيل منذ فترة، ويخلص إلى أن الثورات العربية وصعود الإسلاميين، من أهم العوامل التي تجعل من مستقبل إسرائيل، خلال 10 أو 20 عاما أمرا غير مضمون.

أنا طبعا لم أقرأ الكتاب لا بالفرنسية ولا بالعبرية، لكنني قرأت عرضا له، واستدعي فورا ذلك التشكيك المتكرر في جدوى ثورات الربيع، ونبل مقاصدها، الهدف من الكتاب، ليس مدح الثورات بالطبع، ولكنه كما يقول الدكتور محمود محارب، المحاضر في جامعة القدس، والخبير في الشأن الإسرائيلي الداخلي، جاء من «منظور الدفاع الأيديولوجي عن الكيان الإسرائيلي، ومحاولة تنبيهه إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي تدور حوله من شأنها أن تؤثر على مستقبله إذا لم يتخذ الخطوات الاحتياطية المسبقة» وهو من إعداد ريشار لاوب، وأوليفيا بركوفيتش، الباحثين البلجيكيين المتخصصين في الشؤون الإسرائيلية، وهما يريان أن وجود إسرائيل في الشرق الأوسط مهدد بالزوال إذا لم يُحسن قادتها التعامل مع العوامل الخارجية والداخلية التي تحدد مستقبلها وتؤثر على وجودها، ويعددان ثمانية عوامل تؤثر على وجود إسرائيل مستقبلا، وكان «الربيع العربي» هو أول العوامل التي ذكرها الكتاب، والتي من الممكن أن تؤدي إلى زوال إسرائيل، لأن هذا الربيع العربي يمثل تحديا مهما لوجود إسرائيل في المنطقة، وستكون في مواجهة شعوب غير راغبة في وجودها، بعدما كانت في مواجهة قادة ورؤساء يمكن تدجينهم واستخدامهم لتدجين شعوبهم، من أجل مصلحة إسرائيل وترسيخ وجودها في المنطقة!

 أما العامل الثاني فهو تصاعد الحركات والأحزاب الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما في الدول المجاورة لإسرائيل، حيث يتوقع الكاتبان أن تتنامى هذه الظاهرة مستقبلا وأن تمهد لمعارك أيديولوجية ودبلوماسية وعسكرية ضد إسرائيل.

بقية العوامل كما يرى الكاتبان، هي تنامي العداء لما سماه بـ»السامية أو الصهيونية»، ثم»محدودية القدرة» الإسرائيلية على ابتلاع الأرض التي احتلتها، أو التي تصلها قوتها العسكرية، وتراجع التأييد الدولي لإسرائيل، ثم الرأي العام العالمي، الذي سيرد بعدائية إذا ما تبين له أن النوايا الحقيقية لإسرائيل هي ضم الأراضي المحتلة عام 1967 وإقصاء وتهميش الفلسطينيين.

وبالنسبة للعامل الجغرافي – الديمغرافي، فيرى الكتاب أنه سيكون العامل السابع صاحب التأثير السلبي أيضا على المدى المتوسط على مستقبل إسرائيل؛ والعامل الأخير بحسب الكتاب، التصدعات داخل المجتمع الإسرائيلي المتمثلة في الصراعات الطائفية والعرقية والأيديولوجية.

هذا الكتاب هو واحد من سلسلة كتب ودراسات مستقبلية، مختصة بالحديث عن مستقبل إسرائيل، ومدى قدرتها على الحياة، وهو أمر يزيدني قناعة أن هذا الكيان «القوي» ستكون نهايته كنهاية الاتحاد السوفييتي، وقد تكون أقرب كثيرا مما نتصور!