سحابة خريف
يحتفل الإسبان- معازيبنا قبل- بموسم البندورة بمعارك طاحنة واشتباكات عنيفة بواسطة البندورة، وهو احتفال سنوي يهدف الى المتعة والتسويق والترويج السياحي إضافة الى تخفيف نسبة المعروض من البندورة للحفاظ على سعرها في السوق.
تخيلوا: لو حاولنا أن ننقل هذه التجربة عندنا للإستفادة من فوائدها الجمة، التي قد تحصل، لكننا سوف نعاني من مضاعفات وثأرات لن تنتهي الا بانتهاء الخليقة، أو ، على الأقل، بزوال العرب العاربة والمستعربة والمستغربة:
فنحن جميعا في العالم العربي من المحيط الى الخليج، ليس لدينا ما يكفينا من الخضار ولا الفاكهة حتى نتراشق بها….. هل نتراشق ببراميل البترول مثلا،
تخيلوا أننا نتراشق بالجميد اليابس ، لا شك أننا سوف نحول الإحتفال الى بحر من الدماء السائلة من الرؤوس. أذكر أننا في مواسم الثلج ، عندما كنا نتراشق به ، كنا نضع حجرا صغيرا داخل كرة الثلج ونقذفها بإتجاء (الأصدقاء والأحبة) لتحدث الأثر المطلوب الذي لا ينسى الى الأبد، وكنا نسمي هذه العملية (التلويز) ، لكأننا نضع حبة لوز في كرة الثلج..يا للطفولة البريئة!
(2)
اعجبني عصفور التين الذي وجد له مكانا في المثل الشعبي الاردني، اذ حينما يرغبون في وصف كائن دائم الشكوى والتذمر يقولون انه مثل (عصفور التين …بوكل وبنين)… عصفور يجيد الأكل والشكوى والأنين حتى يكثر لحمه وتنتفخ اوداجه ويتكاثر، فتسمح جمعية حماية الطبيعة باصطياده خلال الموسم ، فلا تعترض هيئة الامم المتحدة ولا مجلس الأمن، ولا دول التحالف.
(3)
على سبيل المداعبة نستطيع ان نقول ان فلانا رجل غيور جدا، ويمنع زوجته من الدخول الى المطبخ ويقوم بكافة الأعمال المطبخية ، وبعد التحري والتنقيب عن السبب تبين ان الرجل الغيور يغار على مرته من عيون الغاز.
ونستطيع على سبيل التشفي ان نقول ان مخترع الكرسي الكهربائي المستخدم في عمليات الإعدام هو بلا شك طبيب أسنان.
ونستطيع على سبيل الفكاهة ان نقول بأن رجلا اجريت له عملية جراحية ناجحة، فأعجبة الموضوع وعملها مرة ثانية.
وعلى سبيل القدح نستطيع القول بأن اللغة الأصلية للإنسان تسمى اللغة الأم، لأن الأب لا يجد فرصة للحديث اصلا.
نستطيع ان نتناغش ونتنابز بالألقاب كما نشاء ،لكننا لا نستطيع ان نقول بأي اسلوب وعلى اي سبيل مازح أو جاد ، بأن ما يحصل في العالم العربي هو مجرد لعب أولاد.
ghishan@gmail.com