عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

كومّستير

أتابع احيانا أخبار المنجزات العلمية الجديدة، والتي اغلبها مجرد اخبار صحفية بقصد التشويق، لكنني استمتع بها مهما كانت درجة الصدقية فيها . من هذه الأخبار أن بعض العلماء ادعوا بأنهم  اكتشفوا مادة تساعد على اختفاء الأجسام المادية طبعا. وبصفتي من قراء المجلات المصورة من مرحلة الطفولة والمراهقة والشيخوخة أحيانا، وبالتالي من اتباع مدرسة سوبرمان والرجل الوطواط وطاقية الإخفاء ، فقد افترضت بأن الأمر قد تأخر كثيرا قبل اكتشاف هذه المادة  التي كنا  اكتشفناها، في الخيال، من عقود.

طاقية الإخفاء ..فكرة اخترقت طفولتنا ومراهقتنا ، منا من استخدمها ذهنيا لمقابلة محبوبته بعيدا عن اعين الرقباء ، او لمراقبتها ،ومنا من فكر فيها لسرقة اسئلة الإمتحانات،أو إشعال النار في المدرسة، او حتى لسرقة البنوك .

 انا كنت من طائفة المفكرين في طاقية الإخفاء، وربما شماغ الإخفاء أو مرير الإخفاء، للتشنيع على االصهاينة  ، ودفعهم الى الاشتباك ببعضهم وتدميرهم …يعني كنت من طائفة الوطنيين الذين يرغبون بتحرير فلسطين ، لكنهم لا يريدون دفع الثمن ..ثمن القتال من اجلها، فيفضلون طاقية الإخفاء ليقوموا بواجبهم الوطني بأقصى درجات التقية والأمان، ولن ينسوا الإعلان عن انفسهم بعد التحرير الكامل وزوال الخطر، حتى ينالوا التقدير والاحترام والنياشين.

ولما كبرت تضاءلت احلامي  للدخول الى الملفات العامة والخاصة وكشف الفساد والإفساد والحصول  على سبق صحفي في الموضوع…طبعا سوف اقوم بتصوير الوثائق وتوزيعها وانا مختف ..حتى اضع الفاسدين المفسدين امام الأمر الواقع.، دون ان يستطيعوا تخويف احد او رشوة احد للتخلص من المأزق.

 ثم تضاءلت احلامي اكثر وأكثر حتى صرت اسعى للحصول على طاقية الإخفاء  لحضور احدى جلسات الحكومة ، ربما من اجل فهم آلية التسعير للمشتقات البترولية،  التي لا يفهمها احد حتى الوزراء المعنيين بالموضوع.

وها هي احلامي تتضاءلت ,,,حتى صار الإختفاء .. مجرد الإختفاء… أمنية  كبرى:

–  الاختفاء من امام غول الاسعار الذي يكبر ويكبر رغم انخفاض اسعار المشتقات البترولية.

 – الاختفاء حتى لا ارى الفقراء الذين يزدادون انسحاقا ،والفقراء الجدد  يهبطون يوميا من الطبقة الوسطى .

 –  الإختفاء حتى لا أرى الأردن وهو يتحول  الى جيب فقر واحد  ، كامل المواصفات والمقاييس.