عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

انتفاضة ابو خضير!

يطلب دوف كلمنوفيتش، نائب رئيس بلدية الاحتلال في مدينة القدس، من نتنياهو وحكومة العدو، حمايته من أطفال القدس، وانتفاضة «ابو خضير» (الفتى العربي الذي اختطفه المستوطنون وقتلوه حرقا!)  كما يسميها المنتفضون في القدس، على الرغم من أن أحدا حتى الآن لم «يعترف» بان ما يجري في القدس انتفاضة!

كلمنوفيتش هذا، كمن «يدب الصوت» في مقالة له بالأمس في صحيفة المتطرفين الصهاينة «اسرائيل اليوم» فيحذر من «تجاهل» الاعتراف بالانتفاضة، فيصف المشهد بعبارات أقرب ما تكون للتحريض: «الاحداث الاخيرة في القدس هي نتيجة مسيرة تتقدم وتنضج منذئذ. بداية اندلعت «الاضطرابات»، وأغلقت الطرق، وتعطل القطار الخفيف، وأصبحت احياء شمالي القدس خارج نطاق السيطرة الاقليمية من ناحية صاحب السيادة الاسرائيلي»!

إنها صرخة استغاثة كما يبدو في ظاهرها، لكن هي في الحقيقة حض على مزيد من القتل، والاستنفار لمواجهة ما هو قادم، فابو خضير واحد من ألف طفل طفل قتله العدو الصهيوني في سنوات الانتفاضات المتلاحقة.. (من يتحدث عن هذا الرقم الضخم من الضحايا الفلسطينيين؟). وفي السياق، يستصرخ كلمنوفيتش هذا آلة القتل الصهيونية الرسمية التي لم تتوقف يوما، كي «تستعيد» عنفوانها الإجرامي، ويحاول أن يثبت بكل الطرق أن ما يجري في القدس هو انتفاضة، تستدعي «حركة» مختلفة، ولهذا يتذكر الانتفاضة الاولى، فيقول انه تم الاعتراف بها كانتفاضة بعد اشهر طويلة من اندلاعها، «زعماؤنا في حينه، وعلى رأسهم وزير الدفاع اسحق رابين الراحل، لم يشخصوا ولم يفهموا ماذا يحصل على الارض حقا. ولم تتناسب ردود فعلهم مع المسيرة وتأثيرها الاجتماعي على المجتمع العربي وعلى أمم العالم. وحاول رابين اصلاح خطئه في معالجة الانتفاضة الاولى بالتوقيع على اتفاقات اوسلو التي انهارت» هكذا قال، ثم يطلق صرخة الاستغاثة: «يا رئيس الوزراء ويا وزير الامن الداخلي – ملقى عليكما واجب لتنفيذ العقد الذي بين المواطن وزعمائه. رجاء افتحا عيونكما، لاحظوا الاشارات المتعاظمة واحمونا»!

يا للسخرية المريرة!

محتلو القدس الذين بكل ما لديهم من سطوة وقوة وجبروت، يستغيثون من أطفالها، فيما تذهب اصوات استغاثات أهل بيت المقدس سدى في فضاء مليار ونصف المليار مسلم، كلهم يؤمنون بالقرآن الكريم، الذي خلد بيت المقدس إلى ابد الدهر في آيات خصها بالذكر تحديدا، كمسرى لنبيهم ومعراجه إلى السماوات العلى!

لتعترف إذا..

إن لم يكن ما يجري في القدس انتفاضة، فما هو؟

لماذا لا «يحتفي» إعلام العرب بـ «فتية الحجارة» الذين طالما مجدهم؟ ما الذي تغير في هذا العالم الذي سلبه ظلم العرب للعرب، واحتراب المسلمين الداخلي، أي إحساس بالخطر الذي يتهدد قبلتهم الأولى، وبوابة الأرض للسماء؟

هل تكون «انتفاضة ابو خضير» شرارة تلسع وعي جسد مثخن بالخذلان؟ أم تصل استغاثة كلمنوفيتش هذا، إلى مسامع نتنياهو ووزير حربه، قبل أن تصل استغاثة ابو خضير والطفلة إيناس التي قتلها مستوطن بسيارته، إلى مسامع سكان العواصم العربية؟