0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

التباهي بـ «إحياء!» الرق!

لست على يقين قاطع لا يرقى إليه الشك، فيما يتعلق بما نسب لتنظيم «الدولة الإسلامية» حول اعترافها الصريع بـ «إحياء» ظاهرة العبودية، واسترقاق نساء واطفال «الكفار» والتباهي به، خاصة وان التنظيم سبق ونفى مثل هذه «التلفيقات» غير أن ما نشر أخيرا ونسب للمجلة الناطقة باسم تنظيم الدولة والمسماة «دابق» يثير كثيرا من علامات التساؤل حول طبيعة فهم التنظيم للمسائل الفقهية، وأولوياته «الجهادية» في إحياء الخلافة!

حسبما نشر بالأمس القريب، فقد اعترف تنظيم «الدولة الإسلامية» في المجلة بإقدامه على سبي عدد من نساء الأيزيديين بعد سيطرته على عدد من القرى الأيزيدية في مناطق سنجار غربي مدينة الموصل. وكان الحديث يدور فيما مضى، عن حوالي «100 امرأة كردية أيزيدية تم أخذهن ـ»سبايا» في مناطق سنجار ونقلهن إلى الرقة في سوريا». لكن الضخ الإعلامي والأخبار الملفقة، كما الصور المُركبة والمُزوّرة، التي كانت تأتي من كل حدب وصوب، أفقدت هذه المعلومة الكثير من المصداقية موحية أنها تأتي في سياق الحرب الإعلامية. فما الجديد في الموضوع فعلا؟ وماذا قالت «دابق»؟

لقد حاولت بكل الطرق البحث عن حقيقة هذه المسألة، وأعياني البحث، إلا أنه تولد لدي ما يشبه الحقيقة (وليس يقينا كاملا!) أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أقر بأخذه لنساء كرديات أيزيديات «سبايا» من خلال مجلة «دابق»، حيث خصص العدد الرابع الذي صدر أخيرا، فقرة كاملة من عدة صفحات لشرح إقدامه على هذه الخطوة وتفسيرها مُرفقة بالقرائن التي تخدم توجهه هذا. وفي هذه الفقرة، التي أتت بعنوان «إعادة إحياء الرق قبل حلول الساعة»، والمنسوبة للتنظيم، يشير «الدولة الإسلامية» أنه من «غير الطبيعي أن تستمر الأقلية الأيزيدية في الوجود في سهل نينوى وفي العراق والشام عموما»، ذلك إن تم اتباع «ما أوصى به النبي (محمد صلى الله عليه وسلم) منذ 1400 عام فيما يخص التعامل مع المشركين من الذين يرفضون اعتناق الإسلام». مضيفا أن «الأيزيديين هم من عبدة الشيطان» ويؤكد أن «طلاب العلم لديه بحثوا ودرسوا قضية توصيف الأيزيديين قبيل دخوله إلى مناطقهم في سنجار». وبذلك تم التعامل مع الأيزيديين، «على خلاف التعامل مع النصارى واليهود الذين يمكن أن يدفعوا الجزية»، أي أن يستمروا في دينهم وطقوسهم لكن وفق شروط الشريعة الإسلامية(!) ومن هذا المنطلق وبعد هذا «التفسير الشرعي!» الذي اعتمده التنظيم، تم أسر عدد من النساء الأيزيديات بعد السيطرة على عدد من القرى الأيزيدية واعتُبِرن «سبايا» قبل «توزيعهن وأولادهن… على المقاتلين من الذين شاركوا في معارك سنجار… وتم نقل خُمسهم إلى الدولة الإسلامية»، أي اقتسامهن كأية غنيمة حرب. ثم تأتي جملة تؤكد أته تم بيع عدد من النسوة، ألا وهي «مقاتلو الدولة الإسلامية يبيعونهن كما الصحابة قبلهم». مع تأكيد «عدم تفريق الأمهات عن أولادهن» وعلى أن العديد منهن «اعتنقن الإسلام»!

بقية مقال حلمي الاسمر

المنشور على الصفحة اخيرة الجزء الاول

اللغة التي تصف المشهد ليست لي، بل هي من تقارير صحفية عدة، ومن منتديات محسوبة على مؤيدي التنظيم، الذين اشتعلت فيما بينهم الحوارات حول هذه المسألة تحديدا، والحقيقة إن صح كل هذا، فثمة كارثة حقيقية في طبيعة فهم التنظيم لتعاليم الإسلام، فأولادنا في الصفوف الابتدائية يعلمون أن الإسلام حارب العبودية، والرق، وفتح الأبواب على مشراعيها للقضاء عليهما، وليس من الإسلام في شيء التباهي بإحياء ما أنهاه الإسلام، فهذا مناف لهذا الدين ومعاكس لمقاصده، في القضاء على مظاهر كانت سائدة قبل البعثة المحمدية، وإن امتد هذا الفهم الغريب لبقية قضايا الفقه، وبمثل هذا القصور، فنحن أمام مصيبة كبرى على غير صعيد!