توحيد لغايات التفتيت
ذبحونا خلال المرحلة الإبتدائية والإعدادية بتكرارهم الممل لأسماء المدن والمواني العربية وسكك الحديد والصحارى والينابيع والزقق والحارات ، لكننا لم نحفظ شيئا يذكر منها ..أذكر منها طبرق وميناء الحديدة، وأن الجزائر عاصمتها الجزائر، ونهر العاصي يسير بالشقلوب، وقناة ستاكيوس في الأذن، ناهيك عن قناة فالوب..ابصر وين!
يقول محلل استراتيجي قديم نسبيا :»الحرب تعلمنا الجغرافيا»..وهي عبارة دقيقة وجميلة ، لكني أنوي تحريفها عينك عينك، لأقول بأن الثورات تعلمنا الجغرافيا افضل من جميع معلمي المدرسة الإعدادية والثانوية، ناهيك عن الجامعية!.
بدأنا في تعلم جغرافيا تونس وعرفنا ازقتها وشوارعها، حيث انتشرت الثورة التي أطاحت بالرئيس ، ثم انتقلنا الى مصر لنعرف مداخل ومخارج ميدان التحرير والشوارع التي تتفرع منها وتصب فيها.. والقرى والحواضر الثائرة في خاصرة الوطن،حتى تحررت مصر. وها هي جذوة الثورات تنقلنا من درنة واجدابيا وحالو في ليبيا فتحررت ليبيا ….ثم الى محافظة أبين في اليمن الى صحار في سلطنة عمان ، الى جسر الشغور وريف دمشق الى..الى..الى الخ!!
كما ان الثورات العربية الجديدة اعطتنا دراسة انثروبولجية في اسماء العشائر العربية ومواقفها السياسية والإجتماعية ، كما تعرفنا على الطوائف المتنوعة ومؤثراتها الداخلية والخارجية ..!!
أما البائس والكارثي في الموضوع أن ما عجزت عنه الأحزاب القومية في توحيد العالم العربي ، يقوم به تنظيم متطرف دموي يسمي نفسها اسلاميا- وهو معادي بالنشأة والتكوين لفكرة القومية ..يقوم بتوحيد قطرين عربيين كانا تحت قيادة قومية لحزب البعث العربي الإشتراكي ، الذي لم يفكر جديا قط في توحيدهما، لأسباب تعلمها القيادتان.
لكن….
هل نريد فعلا وحدة قائمة على الدم والقمع والغاء الآخر……
أم أن هذا التوحيد هو مقدمة أولية لإعادة التفتيت؟؟؟؟؟
تلولحي يا دالية