مقلوبة بالعربنجان
طلب الفيلسوف الأغريقي ذيوجانس في وصيته الأخيرة بأن يدفن واقفا على رأسه، وكان الرجل مقتنعا بأن الكون سينقلب ، وعندها سيكون هو الوحيد الواقف على قدميه فوق البسيطة. نفذوا وصيته الأخيرة وهم يضخكون(ربما). كان ذلك قبل ظهور بعض النظريات التي تقول بأن ثم احتمالا لإنعكاس اقطاب الكرة الأرضية وانقلابها.
أما في العالم العربي ولإننا نعيش انقلابنا الخاص ، فإنهم لو دفنوا جثمان صاحبنا ذيوجانس مقلوبا في أم قيس(مثلا) التي كانت مستعمرة اغريقية في ذلك الزمان(جدارا)، لكان حاليا هو الوحيد الواقف على قدميه في العالم العربي .
شباب الربيع العربي اقتنعوا بأن العالم العربي مقلوب على رأسه ، فحاولوا اعادة التوازن لعالمهم ، فخرجوا الى الشوارع ، ونجحوا في اعادة التوازن لبعض اعمدة الخيمة العربية، غير ان المؤامرات الداخلية والخارجية عادت وقلبتهم جميعا ، لا بل نجحت في تحويلهم من ابطال الى متآمرين ….تخيلوا ان تجتمع معظم الأحزاب الشيوعية واليسارية العربية والقومية العربية لتقول ان الربيع العربي مؤامرة، وصاروا يقولون تماما ما تقوله الأنظمة (كل مطالبة بالديمقراطية وبالتغيير هي مؤامرة خارجية)…لا تتخيلوا فهم هكذا يقولون .
انقلبت التحالفات لدينا في العالم العربي ، وجاءت كائنات دواعشية غريبة يبدو انها هربت من عمق الماضي الى الحاضر ، لتقلب التاريخ على رؤوسنا وتسعى الى توحيد ما قسمناه من اوطاننا، لكن جاءت لتوحيده على الشر والإجرام والتدمير الذاتي .
نجح الإمبرياليون في تفريغ مايسمونه بالإرهاب (وهم من صنعه اصلا) في داخلنا وتفجيره داخل (حيشاننا) ..وناموا مرتاحين ، بينما نحن نأكل في انفسنا على طريقة بطل رواية (اللجنة) للروائي المصري صنع الله ابراهيم.