عريب الرنتاوي
-1-
بحسب المعلومات العسكرية المتوافرة، تتراوح تكلفة صاروخ القسام ما بين 60 إلى 80 دولارا وهو يُصنَّع محلياً، أما تكلفة الصاروخ الاعتراضي الواحد من منظومة القبة الحديدية فتتراوح في بعض التقارير ما بين 80 إلى 100 ألف دولار، ووفق اعتراف العدو الصهيوني، تبلغ «وجبة» الصواريخ التي تطلقها المقاومة من غزة يوميا نحو 200 صاروخ في المعدل، وهي «الوجبة اليومية» التي استمرت منذ سبعة أيام، ولمن يمتلكون آلات حاسبة أن يحسبوا كلفة اعتراض الصواريخ «بدائية الصنع»!
-2-
كتب الكاتب الصحفي الإسرائيلي عاموس هرئيل في «هأرتس» أمس يقول: لا شك في ان حماس حطمت رقما قياسيا تنظيميا وإقليميا حينما أطلقت قذيفة صاروخية إلى مدى بعيد بصورة مميزة. لكن الضرر العملي الذي أحدثته القذيفة الصاروخية كان صفرا مثل أكثر تلك التي سبقتها في الحقيقة.
نعم، لو سلمنا –جدلا- بأن هذه القذيفة الصاروخية لم تسبب أية أضرار مادية، فهل كان إطلاقها عبئا أو مجرد لهو؟ ما مغزى وصول هذه القذيفة إلى ذلك «المدى البعيد بصورة مميزة؟» كما يقول هرئيل، الذي يضيف أيضا قائلا: تتصرف الذراع العسكرية لحماس في الأيام الأخيرة مثل مجموعة من خائبي الأمل(!) تأمل انجازا بصورة يائسة. فقبل حيفا بيوم رتبوا لنا قصفا لتل أبيب في التاسعة مساء مع إعلام مسبق مدة ساعة بغية إثارة الخوف في أنحاء غوش دان كلها. لكن هذه المنظمة «الإرهابية» الفلسطينية برغم نجاحها في جرِّ ملايين الإسرائيليين الى الغرف الآمنة والعودة منها، لم تسجل لنفسها إلى الآن نجاحات حقيقية. صحيح أن حماية القبة الحديدية ليست كاملة لأنه تقع أحيانا أعطال تقنية، ويمكن أن تقع أعطال بشرية نادرة في استعمالها، وتوجد مشكلة بدأت تنشأ تتعلق بسلوك المواطنين في منطقة الوسط وقت الإنذار. وكل ذلك يمكن أن يفضي في النهاية إلى خسائر في الأرواح نتيجة بعض القذائف الصاروخية.
تجهد صحافة العدو بكل الطرق إلى «تسخيف» منجز المقاومة في الوصول إلى مناطق لم تصلها صواريخها من قبل، شأنها في ذلك شأن بعض الكتَّاب العرب، الذين يسخرون من الصواريخ، ولكن الحقيقة التي لم يستطع لا هارئيل ولا غيره تجاهلها، أن هذه الصواريخ نجحت بالفعل في « جر ملايين الإسرائيليين إلى الغرف الآمنة والعودة منها» وفق تعبير هارئيل نفسه، فكيف يدَّعي (ويدعون) أن المقاومة بلا إنجاز حقيقي؟