المقاومة المُحْرجة!

بعض المعارك لا يقاس النصر فيها بعدد الضحايا الذين يقعون من الطرفين، هذا تسطيح متعمد، لإظهار عبثية المقاومة، لا وجه للمقارنة بين قوة غزة وقوة عدوها، العدو ينتظر أن ترفع غزة العلم الأبيض، وبغير رفعه، فلا نصر للعدو، مجرد صمودها يعني الكثير في علم المعارك، لمن يريد أن ينظر إلى المشهد بعينين غير عينيْ الخذلان وفلسفة الهزيمة!

-2-

آسفين يا غزة آسفين يا فلسطين مشكلتكم ليست مع العدو الصهيوني فقط، مشكلتكم مع بعض العرب، الذين يشعرون بالعار من المقاومة لأنها تكشف عوراتهم، وتحرجهم أمام أنفسهم!

-3-

الساخرون من المقاومة وتحميل حماس مسؤولية الدم الذي يريقه القتلة اليهود، عليهم أن يرحمونا من تفكيرهم المتخاذل!

-4-

لا تريدون أن تقاوموا فهمنا، دعوا الآخرين يفعلونها!

لا تطاق تلك الأحقاد الفصائلية التي تفوح رائحتها النتنة مما يكتبه بعض «الأصدقاء» وتحميل حماس مسؤولية دم الشعب الفلسطيني!

لقد آن لنا أن نتعفف عن الولوغ في دم بعضنا، ألا يكفي ولوغ عدونا بهذا الدم؟

-5-

كتب يقول: سأخبركُم بما هو أصعب من الموت في غزة بصاروخٍ من النوع الفاخر ..

الأصعب هو أن يُطلب منكَ باتصال هاتفي من العدو الإسرائيلي يأمرك بإخلاء بيتك، ليتم قصفه بعد ثلاث دقائق، تخيل معي، ثلاث دقائق، ويتم محو تاريخك الصغير عن سطح الأرض، هداياك وصور الأخوة والأبناء الشهداء والأحياء، أشياؤك التي تحبها، كرسيكَ، كُتبكَ، آخر ديوان شعر قرأته، رسالة من أختكَ المُغتربة، ذكرياتكَ مع من أحببت، رائحة الفراش، عاداتكَ في ملاطفة الياسمينة التي تتدلى من شباككَ الغَربي، مشبكُ شعرِ ابنتك، دفء المَقعد، ملابسك القديمة، سجادة الصلاة، ذهب الزوجة، تحويشة العمر … تخيل معي كل هذا يمرُ أمام عينكَ في ثلاث دقائق، كل هذا الوجع يمر عليكَ وأنت مُصابٌ بالدهشة، ومن ثم تأخذ أوراقكَ الثبوتية التي في عُلبة الحلو المعدنية، وتخرج لتموت ألف مرّة، أو ترفض الخُروج لتموت مرَة وآحدة ..!

-6-

هتلر أباد تقريبا ستالين غراد، (فولغو غراد اليوم) وهدم كل بيوتها، ولكنها في النهاية قصمت ظهر الجيش الألماني، وكانت نقطة تحول في مسار الحرب العالمية الثانية، معايير النصر والهزيمة لا تقاس رغائبيا، أو وفق معايير فصائلية، يقول تولستوي: الضربة التي لا تكسر ظهري تقويه!

 

كلمة خارج النص:

نائب وزير الحرب الصهيوني داني.دنون: يجب علينا تأديب حماس حتى لا نخذل حلفاءنا العرب الذين راهنوا علينا في ذلك!