طبيخ على اللابتوب

لم أتوقع أن  يصل بي الأدمان الى هذا الحد، فقد تخرجت رزان زريقات ابنة أختي  من الجامعة ، وقامت أمها بترتيب حفلة  مطنطنة، لكنها، وعلى عادة العائلة الكريمة ، لم تحسن تحديد الكميات لتتناسب مع المطلوب والحاجة الحقيقية.

 وكان أن اضطرت أختي ريما ، بعد الحفلة، الى توزيع  الكميات العملاقة من المأكولات  والمعجنات على الأهل ، وكان نصيبي كبيرا ، ومن ثلاثة ايام لم استطع ممارسة هوايتي في الطبخ.

مر يوم الجمعة على خير  ولم اشعر بالفرق ، لأني لست مضطرا الى كتابة مقال في ذات اليوم ، لكني شعرت بالحامي أمس السبت(اليوم بالنسبة لي خلال كتابة هذا المقال) ، شعرت انني مظلوم ومقهور ومش عارف أكتب .

فقد اعتدت منذ سنوات على أن أطبخ  وأكتب مقالتي في ذات الوقت …أسلق الجاج أو اللحم خلال البحث عن الموضوع ، وأضع المنكهات على ماء السلق لتحويل المادة الجادة الى مادة مقبولة الطعم والرائحة ، ثم أفلفل الرز وأمنحه القليل من الفلفل الأبيض والزنجبيل  والملح، وأضعه على نار هادئة.

هنا يكون قد تم تحديد الموضوع العام ، ثم احدد الموضوع الخاص وهو مثلا (باميا) حيث اقوم بتقميع الباميا خلال كتابة المقال ، ويطالني  منها بعض الشوك، ثم اقليها وأحوسها مع القليل من الثوم وأضيف عليها الماء المغلي والبندورة المهروسة والملح والفلفل والقرفة وبعض الكاري والبهارات .

تماما كما أطبخ لعائلتي الصغيرة أكتب مقالتي لعائلتي الكبيرة، ومقالتي هذه هي مجرد هروب  صغير ، لأنني لم استطع اختيار موضوع وطبخه لكم بدون أن اطبخ في البيت .

ادعو معي من اجل انهاء غنائم حفلة رزان من ثلاجتي بأسرع وقت ممكن.