0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

هز الذنب الصغير في وجه العالم الكبير

تاريخ العالم حافل بالتجارب الفاشلة، لا بل ان التجارب الفاشلة هذه ،هي التي  منحت الإنسان قدرته على التقدم باستمرار ، عن طريق استبعاد ما تمت تجربته والاستفادة من الأخطاء، قدر الإمكان.

قبل أكثر من ألف عام على نجاح تجربة الأخوين رايت في مجال الطيران الشراعي كان هناك عربي أصيل قدم نفسه ذبيحا على محراب المحاولات الإنسانية للطيران، ليس على طريقة (ديكالوس) الأسطورية ، بل على سبيل الممارسة الحقيقية على ارض الواقع والحقيقة.

 كان الرجل يدعى عباس بن فرناس ،فقد صنع لنفسه ريشا يشبه ريش طائر عملاق،  ثم ارتقى بكل شجاعة وسؤدد مرتفعا شاهقا، وفرد  أجنحته الإصطناعية….وقفز. ….حلّق الرجل سابحا في الفضاء مثل النسر لدقائق معدودة ، بعدها فقد السيطرة ..وهوى…ثم مات!!

وهكذا من أجل حفنة من الدقائق ، يقضيها محلقا في الفضاء مطلا على الأرض، حيث تبدو له الكائنات والأشياء أصغر …من أجل هذه اللحظة التاريخية ، لم ينتظر القدر هذا الرجل ليهرم، لأنه، ومن أجل العلم والطموح البشري مات الرجل!!

بعد الفحص التدقيق والإستقراء اكتشف العلماء أن المرحوم عباس بن فرناس نسي – أو تناسى- أن يصنع لنفسه ذيلا حتى يستطيع الحفاظ على التوازن، ويهبط على الأرض بسلام..تخيلوا لو وضع جدنا ابن فرناس  لنفسه ذيلا لكنا نحن العربان العاربة والمستعربة أول من حقق فكرة الطائر البشري ، ولكنا منذ ذلك الوقت سادة العالم ، ولكانت حاملات الطائرات التي تحتل بحور العالم ومحيطاته – حتى الان- عربية وليست أمريكية من نسل الأخوين رايت.

الغريب في الأمر هو نسيان عباس بن فرناس- العربي الأصيل- لموضوع الذيل ، لكن يبدو أن أخواله ليسوا عربا ، لأنه لو كان عربيا من جهة الأعمام والأخوال – معمّ ومخول- لعرف أن الذيل هو الأهم… أو أن هذا الرجل كان ينتمي الى حضارة أكثر رقيا وتقدما منا في الشرق ، فلم يشعر اطلاقا بأهمية الذيل(وهذه احدى الآثار الجانبية لعمليات التقدم والتحرر والديمقراطية).

نحن العربان سادة هز الذنب .الغريب أن الإنسان الذي انبثق من جد مشترك مع القرود –على ذمة المرحوم تشارلز

داروين- في كتابه (سلالة الإنسان) الذي اصدرة بعد كتابه الشهير ( أصل الأنواع) الذي غيّر وجه العالم…أقول الغريب  أن هذا الإنسان ، وحسب نظريات التطور والبقاء للأصلح والإنتقاء الطبيعي كان قد فقد الذيل مقابل دماغ أكبر، وراس أكثر تناسقا وقامة منتصبة تماما ، بينما لا تزال القرود بحاجة الى الذيل من أجل التوازن  والنطنطة من غصن لآخر.

الأغرب ، ان جميع نظريات التطور الداروينية ، فشلت في تفسير كيف أن الإنسان الذي خسر الذيل استجابة لعمليات الإنتخاب والتطور الطبيعي ، ما يزال بحاجة الى الذيل  ليقوم بممارسة التذيّل لشخص أعلى منه، حتى يعيش ويرتقي ويحصل على راتبه التقاعدي الى أن يفرنقع من هذه الفانية. .

 لكن ومن اجل الحقيقة والواقع، فإن الحاجة للذيل  لغايات هز الذنب، اذا استثنينا قصة الطيران واعتبرناها مجرد مدخل للموضوع، تقل وتخف حتى تتلاشى تقريبا عند الشعوب الأكثر رقيا وتقدما، بينما تزداد وتتكشف عند الشعوب الأقل رقيا ، بمعنى أن هذه الحاجة الذيللية والتذللية تتناسب عكسيا مع مستوى الرقي والتقدم في المجال الإنساني. .