لصوص ظرفاء
قبل ابتكار شارلوك هولمز والمفتش بوارو ، وبالتأكيد قبل (المغامرون الخمسة وتختخ ونوسه وأمثالهم) ، قبل ذلك تمكن الشاعر البدوي سالم القنصل من اكتشاف الجناة باسلوب مبتكر.والشاعر القنصل ، بالمناسبة،هو جد صديقي المهندس خليل القنصل الناشط في مجال الفلك.
ربما تكون القصة قد حصلت في عشرينيات اوثلاثينيات القرن المنصرم ، حيث كان يجلس الشاعر القنصل كغيره من ابناء القرية – آنذاك- على باب دكان الحي ، وحين يغالبه النعاس كان يتوسد حذاءه – او ما كان يقوم مقام الحذاء في ذلك الوقت- وينام.
أراد أحدهم أن يمازحه فسرق احد فردتي الحذاء خلال نوم القنصل، دون ان يدري احد بالموضوع. لما تنبه صاحبنا ، لم يقل شيئا ، بل حمل الفردة الأخرى تحت أبطه وعاد الى البيت حافيا، ولم يخبر أحدا بالموضوع.
بعد يوم أو يومين ، اراد اللص الظريف أن يستفسر عن الموصوع ،فسال القنصل اذا كان ما وجد فردة حذاءه. فجأه وثب القنصل على الرجل وبطحه ارضا ، وقال:
– انت اللص …..هات الفردة فورا .
– على مهلك يا رجل ..كنت امزح معك .. لكن كيف عرفت انني انا اللص؟
– بسيطة، لأني لم أخبر احدا بالموضوع ، ولا احد يعلم بسرقة حذائي ..سوى السارق..انت.
ما اتحدث عنه هنا كان مجرد سرقة قطعة من الكاوتشوك او الجلد الرخيص ، وعلى سبيل المزاح فقط لا غير .
يا ليت اننا بقينا على مثل أولئك اللصوص الظرفاء
ويا ليت اننا كنا بذكاء سالم القنصل.
وتلولحي يا دالية