كورونا العار

رغم التحفظات والأخبار القليلة المطمئنة إلا أن انفلونزا كورونا تسير ثابتة الخطى، دون أن تأبه الى أنها لم تعد تتصدر الأخبار ولم يعد احد يهتم بوجودها، كما حصل قبل شهر.

عادي جدا وأبا عن جد، فالكورونا لا تعرف الأردنيين جيدا.

ألم تلحظوا أننا لم نعد نهتم لا بعدد الإصابات ولا بعدد الوفيات، ونسمع بالخبر ونقرأ عن الموضوع، لكأنه حصل في فنزويلا أو تايلند..بحياد كامل وباطمئنان مستتب؟ ألا تذكرون قبل سنوات كيف كان خبر إصابة في في أي مكان في العالم ينتشر الصاعقة بيننا؟؟

ربما ، أقول ربما اعتدنا على الأمر، كما يعتاد الإنسان على الرائحة السيئة، فبعد عدة دقائق من التعرض للروائح الكريهة تتعطل شعيرات الحسِّ لدينا ونعتاد تماما عليها ولا نشمها أبدا. لذلك لم نعد فريسة سهلة للشركات العالمية ووكلاء الأدوية الذين يريدون تسويق بضاعتهم ، منتهية الصلاحية ، علينا.

وربما

لم نعد نهتم لا بإنفلونزا الخنازير ولا بإنفلونزا العناكب ولا بإنلفونزا المجارير..لم نعد نهتم بشيء، فقد (ملتحنا). لكننا اذا تذكرنا فجأة أن طوشة ما قد حصلت مع  اخوتنا أو جيراننا سرعات ما نحمل الشباري والقناوي والبواريد ونهجم على اخوتنا في الدم والروح والتاريخ والجعرافيا، لا نحلل ولا نحرم … نهجم كأننا قطيع من الأسود التي لا تهاب الموت، ونشرع قتلا ببعضا!! يا للغرابة.

هل هي نوع من انفلونزا جديدة ومن نوع جديد  تفتك بنا دون أن ندري !!

– هي هي انفلونزا الشجاعة؟

بالتأكيد لا ..لأننا ما زلنا نرتعد هلعا من الأعداء الحقيقيين أينما كانوا.

انفلونزا الإقليمية..الطائفية ..العنصرية ..البطاطا المقلية….. لا ولا ..ولا ولا!!

إنها انفلونزا العار !!

حيث نشعر بالهزيمة والعار في كل مكان ..في السياسة والاقتصاد والاجتماع ..ومواقعنا في العالم تنهار على كافة السبل، قضيتنا المركزية تسربت من بين اصابعنا كما تسرب الماء الى جوف التايتانيك وأغرقها.

الراتب يتسرب خلال دقائق من استلامه!!

من انتخبناهم حلقوا لنا على الناشف

 ومن ومن ومن…ومن!!

لذلك نفعل كما يفعل ذلك الرجل الذي يخرج الى الشارع فيتناهشه الناس ويضربونه ، ويستغله ربّ العمل ورب البندورة..فيعود الى البيت مقهورا ومقموعا ، فيفرغ كل حقده وعاره في البيت..فيهجم على  زوجته ويشرع فيها ضربا وتهشميا..وعندما ترتمي على الأرض ينظر الى المرآة ويتف عليها ويكسرها.

أما من ولد لهذا الرجل الشقي ليدافع عن أمه…ويعيد أبيه الى وعيه الإنساني والطبقي ..ويدله على أعدائه الحقيقيين  وعلى الطريقة للوقوف في وجوههم؟

أما من ولد يحمل راية ؟