على دوري ؟؟؟؟؟
عبارة «على دوري» الإستنكارية بكامل تنويعاتها ولهجاتها، هي من أكثر العبارات استعمالا من قبل المواطن الأردني ، وهي تتغلغل في نسيجنا الإجتماعي وبنيتنا الدفاعية والهجومية معا.
اذا خالفنا شرطي السير ، نصرخ بعبارة (على دوري؟؟؟)، اذا تمت مخالفة المواطن لسرقة مياه او كهرباء ، اذا فصلوا عنه التلفون لأنه لم يدفع ، اذا طلبوا منه ضريبة في المطار على بضائع يحملها، اذا فصلوه من العمل لأنه تغيب لعدة ايام، اذا اعتقلوه في حال اطلق النار بالهواء في عرس… اذا سرق من مكان عمله مبلغا متوسط الحجم… واذا واذا واذا ….. يكون الرد ب:(على دوري؟) واشتقاقاتها، حسب المنطقة.
وقد عبر عن هذه المقولة ضميرنا الجمعي على شكل نكتة متداولة حول العسكري «خلف» ، الذي يمتحنه المدرب، فيسأله كيف يتصرف اذا هجم عليه احد جنود العدو، فيقول خلف بأنه سوف يطلق عليه النار ، فيقول المدرب واذا هجم عليك جنديان يا خلف ، قال انه سيردي الأول بالبارودة والثاني سيطعنه بالسنجة، فيسأله المدرب كيف سيتصرف اذا هجمت عليه ناقلة جنود، فقال خلف بأنه سوف يلقي عليهم قنبلة ، ويسأله اذا ترافق مع ذلك هجوم بالطيران ،فكيف سيتصرف، هنا «فقعت» مع خلف ، وقال للمدرب :
– ول ول ول ، على دوري ؟؟؟..اي هو ما فيه في الجيش غير خلف؟؟؟؟.
بالتأكيد فإن عقودا من التمييز والظلم اٌجتماعي وتهميش الكثير من الفئات ادت الى ما وصلنتا اليه ، بحيث صار التصرف الصحيح من قبل الحكومات يشعر المواطن بأنه مضطهد ومظلوم، فهو يعرف انه يتم التغاضي عن الكثير من السرقات الكبرى والمخالفات الأكبر ، لمجرد أن يكون الإنسان مدعوما .
وبالتأكيد فإننا سنسمع هذه العبارة دوما ، ما لم يتم اعادة بناء المؤسسة الأردنية على قواعد المجتمع المدني ، وليس على قواعد الواسطة والعشيرة والمنطقة وما شابهها من مداخل على السلطات المتداخلة .
وتلولحي يا دالية .