0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

تقرير السفير ليس سريًا

زار السفير البريطاني في الرياض جون جينكيز عمان، وهو الذي تم تكليفه من لندن بملف الإخوان المسلمين، وعلى غير ماهو متداول فقد التقى السفير اسماء وفعاليات اخرى غير قيادات الاخوان في الاردن؛ ليسمع من الجميع وجهات نظرهم ازاء هذا الملف.

لندن تنتظر تقرير سفيرها في الرياض بحلول شهر ايلول المقبل، وذات السفير زار بضع دول عربية، في سياق تقييمات الموقف من الجماعة بشكل عام، وفي عمان اقيم عشاء للسفير القادم في بيت السفير البريطاني -ايضا- في عمان، في سياق استكشاف السفير للوضع.

في هذا الصدد فمن المثير حقا ان تنتظر لندن تقرير سفيرها، وهي الخبيرة اساسا بكل المنطقة، وعلى الرغم من اهمية تقرير السفير، الا ان علينا ان نتنبه الى بضع نقاط.

اولها- ان كل السفراء البريطانيين في الدول العربية التي لها علاقة بملف الاخوان المسلمين تبرق التقارير ليل نهار الى لندن وبعضها عاجل، وهناك تقييمات عميقة وسطحية في ذات الوقت، والخارجية في لندن ليست بحاجة- فعليا- الى تقرير نهائي من سفير مكلف بمهمة محددة، بقدر حاجتها الى استخلاص تقرره مسبقا، تحت مظلة هذه المهمة.

ثانيها- ان لندن تعرف جيدا ماذا يجري في المنطقة، وعلاقاتها مع الجماعات السياسية قديمة جديدة، وهناك لقاءات تجري دائما، وليس بالضرورة في ذات الدول، وهذا شأن اغلب العواصم النافذة التي تفتح خطوطا باتجاه هذه الجماعات لاعتبارات كثيرة؟!.

ثالثها- ان لندن اسيرة لحساباتها السياسية والاقتصادية التي تقول ان التجاوب مع رغبات عربية لدول ثرية سيغلب في نهاية المطاف، بمعنى ان جماعة الاخوان المسلمين -أكانت ظالمة ام مظلومة- ستواجه ذات التقييم في نهاية المطاف،لوجود مصالح اقتصادية كبيرة للعاصمة البريطانية لاتجعلها في وارد الدفاع عن احد، ولا تتبنى مظلومية احد.

لندن لم تقف في وجه اي تغيرات حصلت خلال السنين الفائتة،، بعد الربيع العربي ضد الجماعة، فلماذا تدافع اليوم عن جماعة خرجت من السلطة وباتت اضعف من الحقبة الفائتة؟!.

لايمكن لسفير بريطاني ان يأتي الى عمان ويحظى بترتيبات اعدها له سفير لندن في عمان بيتر ميليت، خلال يومين فقط، وان يستكشف وضعا بحاجة الى اعوام لفهم تفاصيله العميقة، وهذا يقول في المحصلة، ان السفير الذي جاء وغادر، سيسمع جيدا لرفيقه سفير لندن في عمان الذي يتابع كل تفاصيل الداخل الاردني.

يمكن من اليوم ان نعرف ان تقييمات السفير الضيف لن تكون -بالمطلق- سلبية ازاء الجماعة بفرعها الاردني،وستتطابق مع تقييمات السفير البريطاني في عمان جزئيا، وهذه هي الخلاصة على الصعيد الاردني فقط.

بيد ان مجمل تقرير السفير القادم من الرياض لن يتأثر بالجزئية الاردنية وحسب، فهي من حيث المبدأ مختلفة عن عواصم الجوار، وتخضع لزاوية اخرى، والسفير قد يسمع كلاما مختلفا تماما في دول اخرى مثل مصر، وسيتأثر فعليا بمصالح بريطانيا فقط، بما سجعل التقرير النهائي لايصب في مصلحة الاسلاميين، في ظل الغاية الاقتصادية من التقرير، والكلفة المتوقعة له، ايا كان اتجاهه، وليس ادل على الغاية الوظيفية لتقرير السفير من تكليف سفير لدى دولة عربية كبرى لها موقفها السلبي جدا من الجماعة، وتعتبرها بمثابة الارهابية.

كل هذا يقول، ان لندن امام قرار سيئ ازاء جماعة الاخوان المسلمين، وما توقيت الصدور المـتأخر في شهر ايلول الا لاشعار الجميع ان الملف يخضع للتدقيق العميق فيما النتيجة معروفة مسبقا، ولفتح الباب امام مفاوضات في الحديقة الخلفية للدبلوماسية البريطانية لجدوى القرار اقتصاديا على لندن، اذ جرمّت الجماعة واعتبرتها ارهابية.

تبقى الفكرة التي تقال دوما، ان ليس من مصلحة اخوان الاردن ان يجري الكلام معهم بصفتهم حلقة في سلسلة اقليمية للاخوان، لانهم قد يدفعون -هنا- كلفة حلقات اخرى دموية، فيما حالتهم -هنا- سلمية، وهذا يعني ان قبول الاسلاميين بالجلوس مع البريطانيين كونهم جزءا من سلسلة اقليمية ممتدة، يعني اقراراً بقبول الفوائد او الاثار السلبية تجاه السلسلة الممتدة، فيما كان متاحا ان تبقى الجماعة ضمن حساباتها الاردنية، فتنجو من تقلبات العالم، لكنها اشهرت عضويتها الميدانية في السلسلة الاقليمية للجماعة خلال الربيع العربي، بما يعني ان الفواتير بخيرها وشرها، ستأتي -ايضا- ممتدة ومن تجارب لعواصم لم يكن لإخوان الاردن علاقة ابدا بما جرى فيها.

والمطالعة تقول، ان تقرير السفير ليس سريا منذ الان، فاستخلاصاته محددة سلفا.