0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

بيت العرب وملاذهم!

كانت أرض الكنانة، وستبقى بإذن الله، قبلة المبدعين والباحثين عن الحرية والانعتاق من العرب، فلم يكن الفنان أو الكاتب أو المبدع ليتكرس عربيا إذا لم يزر قاهرة المعز، ويشرب من نيلها، ولو فتشنا في «أصول ومنابت» الأعلام والنجوم الذين سطعت اسماؤهم في الذاكرة الجمعية العربية، لعلمنا دون كثير بحث أن عددا ضخما منهم شد الرحال إلى مصر ليجد منبرا أو منصة للانطلاق، لكأن تكريس المبدع لم يكن ليتم دون أن يشرب من النيل!
فماذا حل بهذه المنارة؟ وما حال مبدعي مصر الحبيبة؟
لا نريد هنا أن نتحامل، أو نجترىء على الحقائق، فمصر في محنة، نرجو الله أن تخرج منها سريعا، وفيما يحتفل كان العالم بيوم حرية الصحافة، الذي تدعو إليه الأمم المتحدة في الثالث من مايو/ أيار، كل عام، كمناسبة لتعريف الجماهير إلى انتهاكات حق الحرية في التعبير، وكذلك كمناسبة لتذكيرهم بالعديد من الصحافيين الشجعان الذين آثروا الموت أو السجن في سبيل تزويدهم بالأخبار اليومية، كان ثمة وضع بالغ القتامة، عربيا عموما، ومصريا خصوصا، لحالة الحريات الصحفية، ولا مطلق هذا الكلام جزافا، فالارقام تتكلم!
فبحسب مرصد «صحافيون ضد التعذيب»، فإن عشرة صحافيين مصريين وأجانب، لقوا مصرعهم أثناء تأدية عملهم الصحافي في أحداث سياسية مختلفة، بعد 30 يونيو/حزيران من العام الماضي، فضلا عن وجود 22 صحافيا مصريا في السجون المصرية حاليا، بعد القبض عليهم أثناء تأدية عملهم في أحداث سياسية، فضلا عن إصابة العشرات منذ «النصف الثاني من عام 2013»، بحسب المرصد.
ويشير الترتيب العالمي لحرية الصحافة للعام 2014 الصادر عن منظمة «مراسلون بلا حدود»، إلى احتلال مصر المرتبة 159 بين 180 دولة تشهد انتهاكات ضد الصحافيين.
وبحسب موقع التوثيق الحقوقي، «ويكي ثورة»، فقد شهدت الأشهر الستة الأولى عقب الانقلاب، اعتقالات لـ 81 صحافيًا وملاحقتهم أمنيًا.
أما مركز حماية حرية الصحافيين في الأردن، فيوضح أن مصر الثالثة عربيًا من حيث انتهاك حريات الصحافة والإعلام، حيث وقع فيها 336 انتهاكاً بشكل مباشر بحق الصحافيين في مصر للعام 2013، بعضها انتهاكات جسيمة من سحل وتعذيب واعتداءات جسدية، وبعضها غير جسيم. وبحسب التقرير الصادر عن 13 منظمة حقوقية مصرية، بعنوان «أذرع الظلم»، والذي رصد 112 انتهاكاً ضد الصحافيين، منها 52 اعتداءً بدنياً، و27 حالة اعتقال، و13 حالة منع من ممارسة العمل، وتسع حالات قتل وخمس حالات غلق ودهم مكاتب إعلامية، وحالتا حظر نشر، وحالة واحدة استدعاء إلى التحقيق.
ما يمر بمصر اليوم، لم يشهد له تاريخها مثيلا، وجرحها بقدر ما هو مؤلم لها، فهو أشد إيلاما للعرب، فالإشعاع يأتي من مصر، والإظلام أيضا، ولهذا نهتم بشأنها، ونرقب ما يجري فيها، باعتباره شأنا عربيا «محليا» يخص كل عربي في هذا العالم، فهي بيت العرب، وملاذهم، حينما تعز الملاذات!