0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

لعنة «الربيع»!

وهل للربيع لعنة؟ نعم، أو هكذا تم تصوير الربيع، المرتبط بموسم الإزهار، والخيرات!

لا غريب في عمل جماعة شيطنة الربيع العربي التي تجتهد بهمة عالية لإخراج قطار ثورات الربيع عن سكته، وإثبات فرية تم تداولها على نطاق واسع مفادها أن ثورات الربيع لعنة حلت على رأس الأمة، وأنها كانت صناعة «خارجية» استهدفت إشاعة الفوضى وتخريب البلاد، وقتل العباد، وبمنتهى الصدق، فقد «نجحت» هذه الجماعة إلى حد كبير في تغيير الأوضاع التي أنتجتها الثورات في بعض بلاد الربيع، بهدف هو واحد: مسح آثار الثورات، وإقناع الناس أن ما تم لم يكن في مصلحتهم، بل كانت «لعنة» عليهم عصفت باقتصادهم واستقرارهم، وأمنهم، وقد انطلت هذه «الحيلة» على الكثيرين حتى من نخب المجتمع، الذين انطلقوا يلعلعون وينعقون بالخراب، مؤكدين فساد الثورات، وأثرها السيىء في إشاعة الفوضى، ولم يكن هؤلاء في حاجة كبيرة لإثبات وجهة نظرهم، فهم اتخذوا موقفا سلبيا من الثورات منذ اليوم الأول، بسبب ارتباطهم بالأوضاع السابقة، مصلحيا أو وظيفيا أو حتى فكريا، فهم كانوا مستفيدين من «الدولة العميقة» في دول الربيع، ووجودهم مرتبط بشكل وثيق برموزها.. ولهذا وجدوا فيما أنجزته خلية الشيطنة دليلا قويا على «حكمتهم» و «بعد نظرهم»!

والحقيقة أن أكثر المتابعين تفاؤلا لم يكونوا يعتقدون بأن أعداء الثورات كانوا سيرفعون القبعات لها، او يسلمون بما فرضته فيرفعون لها الراية البيضاء، بل على العكس من ذلك، كان من المتوقع ان يهب أعداء الحرية، خوفا من هزاتها الارتدادية، للتحرك بكل قوة لتخريب الثورات، ومقاومتها بعنف وشدة، وشيطنتها، دون أي نظر لأي كلفة بشرية قد تتكبدها الشعوب جراء ذلك، لأن الهدف كان التخريب والشيطنة، مهما بلغ الثمن من ارواح الناس، وثروات الأمة، التي يتحكم بها حفنة من القوم، يريدون الاستئثار بها، وتسخيرها للأبد لرفاهيتهم.

المهم اليوم ان لا يلحق الوهن بطلاب الحرية والانعتاق من ربقة البساطير، وحكم الفاسدين والقتلة، فقد ثبت أن ثمة من لا يريد لأمتنا أن تتقدم ولو خطوة إلى الأمام، ولكم زغرد عدونا الصهيوني لكل مشيطني الربيع ولاعنيه، التي ضمت اشتاتا عدة من المتضررين من الثورات، أو أصحاب سوء الظن والفهم، فكرس كل جهده لإسنادها في دوائر صنع القرار الدولي، ووفروا لها غطاء يضمن عدم إخراجها عن القانون الكوني، الذي يتم تفصيله عادة وفق مصالح أعضاء النادي الذي يحكم العالم، وعلى رأسهم إسرائيل، ونظرة سريعة على موقف الأخيرة من قصة الربيع العربي برمته، يثبت صحة ما نقول، فقد شكلت الثورات العربية تحديا أمنيا «كونيا» وغير مسبوق لإسرائيل، وفق الخبير في شؤون الجماعات المسلحة د.»بوعاز غانور»، الرئيس التنفيذي لمعهد مكافحة الإرهاب في مركز الدراسات متعددة الاختصاصات بهرتسليا، الذي قال أن ما عدها «تغيرات كونية» حدثت في العالم العربي تشكل تحديا أمنيا رئيسيا لإسرائيل وغيرها من الدول الغربية الحليفة، ونظرا للتداعيات السياسية الأمنية أمامها بفعل هذه الثورات – والكلام لغانور – يمكن القول إن الصراعات الداخلية في المستقبل ضمن الأنظمة الجديدة ستعمل على تفاقم التهديد الأمني لإسرائيل ضمن عدة مستويات: الأول: في المدى القصير، من حيث إن زعزعة استقرار الحكومات العربية قد تساعد في تسهيل الهجمات المسلحة عبر الحدود ضد إسرائيل. الثاني: المدى المتوسط، التي قد تكون عبر هذه الحكومات العربية الجديدة، من خلال قيادتها للمنظمات المسلحة، وفي السير على طريق اتجاه واحد نحو صراع عسكري ضد إسرائيل. الثالث: فترات طويلة، من خلال إنشاء الأنظمة الإسلامية الجديدة في العالم العربي التي قد تؤدي لظهور المنظمات الجهادية الجديدة.

لقد التقت مصلحة إسرائيل وجماعات شيطنة الربيع، في نقطة معينة، نحن على ثقة انها لن تنجح في القضاء على الربيع، ولكنها ستؤخر قطف ثماره لمدى معين.. قد يطول، وفقا لحركة التدافع الحضاري، وقدرة المؤمنين بالتغيير على الصبر والمكابدة، والقراءة النقدية لمسيرتهم!